============================================================
الفن الأول علم المعابي أو لأن ذكره أهم، كقولك: قتل الخارجي فلان، أو لأن في التأخير إخلالا ببيان المعنى، نحو: وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) (غافر: 28)؛ فإنه لو أخر من آل فرعون"، لتوهم أنه من صلة "يكتم1، فلم يفهم آنه منهم، أو بالتناسب كرعاية الفاصلة نحو: فأؤجس في نفسه خيفة موسى (طه:67).
القصر وهو حقيقي وغير حقيقي، وكل منهما نوعان: قصر الموصوف على الصفة، وقصر الصفة على الموصوف، والمراد المعنوية لا النعت، والأول من الحقيقي نحو: "ما زيد إلا كاتب1 إذا أريد أنه لا يتصف بغيرها، وهو لا يكاد يوجد؛ لتعذر الإحاطة بصفات الشيء: كقولك إلخ: لأن الأهم في تعلق القتل هو الخارجي المقتول؛ ليتخلص الناس من شره. يكتم اكمانه: والحاصل أنه ههنا ذكر لرحل ثلثة أوصاف، قدم الأول أعني مومن1؛ لكونه أشرف، ثم الثاني أعني من آل فرعون1) على الثالث وهو ايكتم إكانه1؛ لئلا يتوهم خلاف المقصود، وهو توهم أنه من صلة "يكتم. بالتناسب: أي أو لأن في التأخير إخلالا، مثلا لو أخر ههنا "في نفسه خيفة عن "موسى" الذي هو فاعل "أوجس1، لفات الفاصلة؛ لأن فواصل الآي في هذه السورة على الألف.
القصر: القصر لغة: الحبس، وههنا: تخصيض أحد الأمرين بالآخر وحصره فيه. وهو حقيقى وهو آن يراد ما يفهم من اللفظ وهو القصر على الصفق لا باعتبار صفة آخرى معينة، أو على الموصوف لا باعتبار موصوف آخر معين، بل باعتبار الحقيقة، وتفس الأمر بأن لا يتحاوز إلى الغير أصلا، وقصر الغير الحقيقي - أي الإضافي هو القصر على الصقة باعتبار صفة أخرى، أو على الموصوف باعتبار موصوف آخر. على الصفة: وهو آن لا يتحاوز الموصوف من تلك الصفة إلى صفة أخرى، ولكن يجوز أن تكون تلك الصفة لموصوف آخر: المعنوية: أعني المعنى القائم بالغير. لا النعت: النحوي أعني التابع الذى يدل على معنى في متبوعه غير الشمول، وبينهما عموم من وجه. وهو لا يكاد: أي الأول من الحقيقي، وهو قصر الموصوف على الصفة لا يوحد في نفس الأمر، بل يفضي إلى المحال؛ لأنك إذا قلت: ما زيد الا كاتب، وأردت أنه لا يتصف بغير الكتابة، لزم أن لا يتصف زيد بالشاعرية ولا بعدمها؛ لأن الصفات منها ما تكون وجودية، ومنها ما تكون عدمية، إلا أن يراد بالصفات الوحودية، فحيئذ لا يكون القصر حقيقيا، والكلام في الحقيقى، هذا خلف:
Halaman 47