============================================================
الفن الأول اي أن يكون ذو رؤية وذو سمع، فيدرك محاسنه وأخباره الظاهرة الدالة على استحقاقه الإمامة دون غيره، فلا يجدوا إلى منازعته سبيلا، وإلا وجب التقدير بحسب القرائن. ثم الحذف إما للبيان بعد الإهام كما في فعل المشيئة مالم يكن تعلقه به غريبا نحو: فلو شاء لهذاكم أجمعين (الأنعام: 149) بخلاف نحو: ولو شئت أن أبكي دما لبكيته وأما قوله: فلم يبق مني الشوق غير تفكري فلو شئت أن أبكي بكيت تفكرا فليس منه؛ لأن المراد بالأول البكاء الحقيقي، وإما لدفع توهم إرادة غير المراد ابتداء كقوله: وكم ذدت عني من تحامل حادث وسورة أيام حززن إلى العظم اذلو ذكر اللحم لرتما توهم قبل ذكر ما بعده أن الحز لم ينته إلى العظم، وإما لأنه..000 وإلا وجب: أي وإن لم يكن الغرض إثبات الفعل لفاعله أو نفيه عنه مطلقا، بل الغرض إثباته وتعلقه من وقع عليه الفعل وحب إلخ كما في فعل المشيئة: والإرادة ونحوهما إذا وقع شرطاء فإن الجواب يدل عليه ويينه، لكنه إنما يحذف ما لم يكن تعلقه به أي تعلق فعل المشيثة بالمفعول غريا، نحو: فلو شاء إلخ، أى لو شاء هدايتكم لهداكم أجمعين، فإنه لما قيل: لو شاء علم السامع أن هناك شيئا علقت المشيئة عليه، لكنه مبهم، فإذا جىء بجواب الشرط صار مبينا، وهذا أوقع في النفس، بخلاف ما إذا كان تعلق فعل المشيثة به غريا؛ فإنه لا يحذف حيشذ كما في قوله: ولو شئت أن أبكي دما لبكيته فإن تعلق فعل المشيئة ببكاء الدم غريب، فذكره؛ ليتقرر في نفس السامع فيانس به لبكيته: وتمام البيت: عليه ولكن ساحة الصبر أوسع فليس منه: أي مما حذف المفعول للبيان بعد الإهام على ما ذهب إليه بعضهم بالأول: أي بالبكاء الذي أراد إيقاع المشيئة عليه البكاء الحقيقى لا البكاء الفكري؛ لأنه لم يرد أن يقول: لو شئت أن ابكى تفكرا بكيت تفكرا، ومعنى البيت أنه يقول: إذا في الشوق فلم يبق مني إلا التفكر، فلو أردت أن أبكي بالدموع لم أقدر على ذلك وخرج التفكر مكان الدموع من عيني أيام حززن: فحذف المفعول أعيي اللحم قبل ذكر ما بعده؛ لتوهم أن الحز لم ينته إلى العظم. لم ينته إلى العظم: وإنما كان في بعض اللحم، حذف رفعا هذا التوهم
Halaman 44