============================================================
الفن الأول علم المعابي أحوال متعلقات الفعل الفعل مع المفعول كالفعل مع الفاعل في أن الغرض من ذكره معه إفادة تلبسه به، لا الفادة وقوعه مطلقا، فإذا لم يذكر معه فالغرض إن كان إثباته لفاعله أو نفيه عنه مطلقا، نزل منزلة اللازم، ولم يقدر له مفعول؛ لأن المقدر كالمذكور، وهو ضربان؛ لأنه إما أن يجعل الفعل مطلقا كناية عنه، متعلقا بمفعول مخصوص دلت عليه قرينة أو لا، الثايي كقوله تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} (الزمر:9).
السكاكي: ثم إذا كان المقام خطابيا لا استدلاليا، أفاد ذلك مع التعميم؛ دفعا للتحكم، والأول كقول البحتري في المعتز بالله: شر حساده وغيظ عداه آن يرى مبصر ويسمع واعي لا إفادة وقوعه: أي ثبوته في نفسه من غير إرادة أن يعلم ممن وقع وعلى من وقع. لم يذكر معه: أى مع الفعل المتعدى المسند إلى الفاعل. فالغرض: أي ذكر كل من الفاعل والمفعول مع الفعل، أو ذكر الفعل مع كل منهما.
مطلقا: آى من غير اعتبار عموم في الفعل بآن يراد عموم جميع آفراده أو حصوص بأن يراد بعضها، ومن غير اعتبار تعلقه من وقع عليه فضلا عن عمومه أو حصوصه. لأن المقدر إلخ. في آن السامع يفهم منهما أن الغرض الاخبار بوقرع الفعل عن الفاعل باعتبار تعلقه من وقع عليه.
وهو: أي هذا القسم الذي نزل منزلة اللازم. يجعل الفعل مطلقا: أي من غير اعتبار عموم أو خصوص فيه، ومن غير اعتبار تعلقه بالمفعول. الثاي وإنما قدم الثاني، لأنه باعتبار كثرة وتوعه أشد اهتماما لحاله. لا يعلمون: أي لا يستوى من يوحد له حقيقة العلم ومن لا يوحد. ثم: أي بعد كون الغرض ثبوت أصل الفعل وتنزيله منزلة اللازم من غير اعتبار كناية. أفاد ذلك: أى كون الغرض ثبوته لفاعله أو نفيه عنه مطلقا.
والأول. وهو أن يجعل الفعل مطلقا كناية عنه متعلقا مفعول مخصوص، فإنه نزل يرى" وايسمع منزلة اللازم، أي من يصدر عنه السماع، والرؤية من غير تعلق مفعول مخصوص، ثم جعلهما كنايتين عن الرؤية والسماع المتعلقين مفعول، وهو محاسنه وإخباره بادعاء الملازمة بين مطلق الرؤية ورؤية آثاره ومحاسته، وكذا بين مطلق الساع وسماع أخباره، ففي ترك المفعول والاعراض عنه إشعار بأن فضائله قد بلغت من الظهور والكثرة إلى حيث يكفى فيها محرد آن يكون ذو سمع وذو بصر، حى يعلم آنه المتفرد بالفضائل، ولا يخفى آنه يفوت هذا المعنى عند ذكر المفعول أو تقديره.
Halaman 43