============================================================
علم المعابي القن الاول ولو ترى إذ وقفوا على النار (الأنعام: 27) لتنزيله منزلة الماضي؛ لصدوره عمن لا خلاف في إخباره، كما عدل في قوله تعالى: وبما يود الذين كفروا (الححر:2)، أو لاستحضار الصورة كما قال الله تعالى: فتثير سحابا (الروم: 48) استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة.
وأما تنكيره فلارادة عدم الحصر والعهد، كقولك: ازيد كاتب وعمرو شاعر1، أو للتفخيم نحو هدي للمتقين (البقرة:2)، أو للتحقير. وأما تخصيصه بالإضافة أو الوصف فلكون الفائدة أتم. وأما تركه فظاهر مما سبق.
وأما تعريفه فلافادة السامع حكما على آمر معلوم له باحدى طرق التعريف بآخر مثله، أو لازم حكم كذلك نحو: ازيد أخوك" واعمرو المنطلق" باعتبار تعريف العهد أو الجنس وعكسهما، والثاني قد يفيد قصر الجنس على شيء تحقيقا، نحو: "زيد الأمير، أو مبالغة لكماله فيه نحو: "عمرو الشجاع1، وقيل: الاسم متعين للابتداء؛ لدلالته على الذات، والصفة للخبرية؛ لدلالتها على أمر نسبي: ولو ترى: وحواب 1لو1 محذوف تقديره: ولؤ ترى إذ وقفوا على النار (الأنعام: 27) لرأيت أمرا فظيعا.
إذ وقفوا: فهذه الحالة إنما هي في القيامة، لكنها جعلت بمنزلة الماضي، فاستعمل فيها الو1 واإذا1 المحتصان بالماضي، لكن عدل عن لفظ الماضي إلى المستقبل؛ إشارة إلى أن المستقبل عنده بمنزلة الماضي في تحقق الوقوع.
ربما: لتتزيله منزلة الماضي؛ لصدوره عمن لا خلاف في إخباره، وإنما كان الأصل ههنا هو الماضي؛ لأن الفعل الواقع بعد ارب المكفوفة بما1 يجب أن يكون ماضياء لأفا للتقليل في الماضي. أو لاستحضار الصورة: أي أن العدول إلى المضارع في نحو: ولو ترى" إما لما ذكر، وإما لاستحضار صورة رؤية الكافرين الموقوفين على النار.
تركه: أي ترك تخصيص المسند بالإضافة والوصف. مما سبق: في ترك تقييد المسند بقوله: وأما تركه فلمانع من تربية الفائدة . تعريفه الخ: يعني آنه يجب عند تعريف المسند إليه؛ إذ ليس في كلامهم مسند إليه نكرة والمسند معرفة في الجملة الخبرية. أمر معلوم: أي على أمر معلوم بأمر آخر مثله. أو لازم حكم: وهو إعلام المتكلم المخاطب بأنه أي المتكلم عالم بذلك الحكم زيد الأمير: إذا لم يكن أمير سواه. الشجاع: أي الكامل في الشجاعة. الاسم متعين: في نحو: زيد المنطلق، والمنطلق زيد، وقائله الإمام الرازى:
Halaman 41