وهتفت الأم: فيك الخير كل الخير يا حسن.
وقال عيسى لنفسه: وضحت الصورة، موظف تحت رياسته وزوج لأخته، ودون ذلك فليأت الموت إذا شاء، وقال بوضوح: إني أهنئك وأشكرك.
ثم وهو يبتسم كالآسف: ولكني أعتذر!
فارتسمت الخيبة في الوجه الفياض بالحيوية وتساءل: ألا تفكر في الأمر؟ - أكرر الشكر والاعتذار.
وردد بصره بينه وبين الأم الذاهلة، وقال: إنها وظيفة محترمة جدا. - بدليل أنك اخترتها لي، ولكنني مصمم على القيام بإجازة طويلة.
فتريث قليلا ثم قال: ليست مجرد وظيفة، ولكنها في الوقت نفسه فرصة للاندماج في الحياة الجديدة، إذ إن الغرض من تكوين الشركة هو خدمة أغراض الدولة.
فقال بتصميم: الراحة الآن أهم من أي غرض في الحياة.
من موظف صغير إلى نائب مدير شركة! واشتد جنون رغبته في الإضراب عن العمل، وتوطد نزوعه نحو تدمير نفسه، ووقف حيال محاولات الآخر بكل عناد حتى اضطر هذا إلى أن ينصرف دون نتيجة، مخلفا في نفس عيسى مسرة عمياء وإحساسا وهميا بالانتصار.
وتأوهت الأم قائلة: أنا لا أفهم شيئا.
فقال ساخرا: ولا أنا ...
Halaman tidak diketahui