فقال بجد: آن لك أن تعمل.
ورمشت الأم في أمل، وأمنت على قوله بحرارة، فاغتاظ عيسى من اندفاعها وتساءل في ارتياب عن سر الزيارة، وأقسم ألا يقبل الزواج من بنت عمه ولو مات جوعا، ثم قال بثقة زائفة: لو أردت العمل لوجدته.
فسأله الآخر برزانة أخوية: ولم لم ترده؟ - لأني أريد راحة طويلة، زهاء عامين أو أكثر! - أنت تمزح بلا شك؟ - بل لا أجد داعيا للعجلة.
ثم بامتعاض شديد: وبخاصة وأن الخطبة قد فسخت.
فنظر حسن إلى الشجرة الجامدة وراء زجاج النافذة ليتجنب عيني صاحبه، ولم ينبس، فسأله عيسى باهتمام: هل علمت بالخبر؟
فقال بلهجة دلت على أنه يخوض الحديث مكرها: نعم، في مقابلة عابرة مع علي بك ...
ثم مستدركا بلهجة انتقادية: موقف يدعو إلى الأسف الشديد!
فقال عيسى بحدة: لقد أعطيته درسا لا ينسى! - استنتجت هذا في اللقاء العابر رغم أنه لم يشر إليه بكلمة، ولكن دعنا من ذلك، فلعل الخير فيما اختار الله.
ثم حدجه بنظرة ودية وقال: ثمة مكان لك في شركة محترمة!
فأعرب عن تساؤله بتقطيبة طارئة، فقال حسن: شركة جديدة للإنتاج والتوزيع السينمائي، وقد اخترت أنا نائبا للمدير، ولكننا في حاجة إلى مدير حسابات كفء.
Halaman tidak diketahui