(فصل) ذكر في كراماتهم واحوالهم
أبو بلال واخوه عروة وبعض اصحابه ممن حضر صفين وكان مع أهل النهر وله في العلم والورع والديانة والشجاعة هو واخوه الامد الاقصى ولكل منهما فضائل لا تحصى لاتاخذهما في الله لومة لائم ومن شجاعته إن غيلان بن خرشمة ذكر اصحابه عند ابن زياد فلما خرج لقيه فقال قد بلغنى ما كان منك يا غيلان ما يؤمنك أن يلقاك رجل احرس والله على الموت منك إلى الحياة فينفذك برمحه فقال لن يبلغك إني ذكرتهم بعد الليلة.
ومر على فرسه ينادى قومه فوقف وسلم فقال شاب منهم فرسك حرورى قال وددت والله لو وطاته بطنك في سبيل الله فمضى وقال الفتى لاصحابه إني مقتول فمشو اليه بالفتى فقالوا اصفح عنه فصفح عنه.
وقال اذا كنت في مجلس فاحسن حملان رأسك، ومن خوفه انه جاز مع صاحب له على الحدادين فسقط مغشيا عليه ولم يزل صاحبه يرشه بالماء حتى افاق ثم سارا فاستقبلتهما امراة جسيمة عليها زينة عظيمة فغشى عليه فلم يزل يرشه حتى افاق وراى رجلا فغشى عليه فرشه حتى افاق فقال ما هذا الذي ارى قال اما اولا فمعاينة النار والثاني تفكرت كيف تقلبها في النار مع الجسامة والحسن واما الرجل فكثير ما اراه يشهد مجالس المسلمين فرجع إلى ما رايت من الهيئة والغلمان والنزهة فاستعذت من سوابق الشقا.
ومن تورعه هو واصحابه انهم يبيعون حلا سيوفهم
Halaman 66