الانبار فالتمسوا وجها يصرفونه عن الشام فقال له الاشعث: اتسير إلى أهل الشام وتدع أهل النهر خلفك فصرفه اليهم فبعث ابنه حسنا وفى كتاب النهر قالوا له فيما حدثنا عبد الله ما تريد منا ياحسن نذكرك الله في دمائنا اتقاتلنا على أن سمينا أباك امير المؤمنين وخلع نفسه فابينا أن نخلعه وطلبناه أن يمضي إلى قتال عدو فأبى وشك وثبتنا على ذلك في كلام كثير فانصرف الحسن عن قتالهم فقال الاشعث: ناجز القوم وان كلموا الناس افسدوهم علينا ثم قدم عليهم صعصعة بن صوحان فخطب فقالوا: عصاك الله بضعة تقلبها فيك لكن لو انكر علي الحكومة وقد دعونا اليها امعنا الحق أم معه فسكت وانصرف فارسل اليهم قيس بن سعيد فناظروه فقال: هذا امير المؤمنين يحكم بكتاب الله قالوا: لم يخلعه وكيله وغضب لنفسه حين لم يحكم له وقد سلب دينه وسلطانه قال قيس: أن اتاكم تائبا قتلتموه كما قتلتم عثمان قالوا: انتم قتلتموه وعلى امركم قتل قال قيس: إني اتيكم به تائبا ففرحوا وصرحوا خيولهم ثم اقبل بجميع من معه فلما راى عزتهم وقلتهم اشار إلى امراء خيوله فانعطفت عليهم الخيل ثم اجتمعوا إلى عبد الله ذي التفنات فقال: اكسروا الجفون ثم ارموا بها وتنادوا هل من رايح إلى الجنة وقاتلوا قتالا شديدا وقتل زيد بن حويم نحو مائة واكثرهم من همدان فقال علي: افني بيت همدان رجل واحد واقتتلوا من صلاة الغداة إلى الاصيل وعلي واقف ومعه ذو العقيصة فسمعه يقول: والله أن كنتم لأصحاب الدار يوم الدار وأصحاب الجمل يوم الجمل وأصحاب صفين يوم صفين وأصحاب القرآن اذا تلي القرآن فقال له: ففيما نحن اذا فضرب فرسه فلحق بهم واقبل ابن لعدي بن حاتم فسأل عن زيد بن حصن فقيل له هناك فلحق بهم وقتل فيها خيار من على وجه الارض وقتل فيهم اويس القرني. عن ابن عباس قال: حدثني قنبر مولى علي قال: تحولت أنا وعلي إلى النهر بعد القتال فانكب طويلا يبكي فقلت: ما يبكيك قال: ويحك صرعنا ها هنا خيار هذه الامة وقراءها فقلت أي والله فابكى وبكى طويلا ثم قال: جذعت انفي وشفيت نفسي فاظهر الندامة على قتله اياهم وقال له: رجل هؤلاء الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا قال: ويحك اولئك أهل التوراة والانجيل وقال له اخر: والله ما بين الطريقين طريق أن كان امر الحكمين هدى فقد ضللت بنقضك عهدك وبراءتك منهما وان كان ضلالة لقد ضللت بقتلك أهل النهر اذ نهوك عن الضلالة ودفن الناس قتلاهم ودفن عدي بن حاتم ابنه فقال الحمد لله الذي ابتلاني بموتك حين حاجتي اليك ومات فيهم اويس القرني وخبره مشهور في المبسوطات وتفرق عن على اصحابه لما رأوا انهم قتلوا خيارهم فخرج عنه في يوم اثنى عشر الفا وايضا ثلاثمائة وما زالت ايامه في الادبار من يومهم ونزع له معاوية
Halaman 53