ليزدك وجدا بالسماحة ما ترى ... من كيمياء المجد تغن وتغنم
وكيمياء من ألفاظ العوام المبتذلة وليست من ألفاظ الخاصة ولا يحسن نظم مثلها. وكذلك أيضًا قول أبي الطيب المتنبي:
تستغرق الكف فوديه ومنكبه ... وتكتسى منه ريح الجورب الخلق١
والجورب مما يكره ايراد مثله لما ذكرته.
وأمثال هذا كله في الأشعار المطرحة كثير. ولو تأملت قصيدة واحدة من شعر من يدعى القريض في هذا العصر وجدت فيها عدة أمثلة لكل ما أكرهه وأنكره إلا أني أعتمد على التمثيل بأشعار هؤلاء الفحول المتقدمين في هذه الصناعة لأمور: أولها صيانة هذا الكتاب عن تهجينه بذكر غيرهم. وثانيها أن اللفظة التي تكره في نظم هؤلاء الحذاق تقع فريدة وحيدة يظهر مباينتها لكلامهم فالعلم بها واضح وكشفها جلي. وقد قال حبيب بن أوس:
وكذاك لم تفرط كآبة عاطل ... حتى يجاورها الزمان بحال
وقال غيره قبله:
الجهل في الجاهل المغمور مغمور ... والعيب في الكامل المذكور مذكور
كفوفة الظفر تخفي من مهانته ... وبعضها في سواد العين مشهور٢
وليس مكانها في أشعار غيرهم كذلك.
بل هي منظومة مع غيرها في القبح وأشكالها. وثالثها إيثاري أن أعلمك أن مقدمي الفصاحة سامحوا
_________
١ هذا البيت من قصيدة له في هجاء إسحاق ابن كيغلغ.
٢ الغوقة بياض في الظفر.
1 / 76