فزنى في القبح يوفي على كل قبيح.
فأما قول زهير بن أبي سلمى في قصيدته المختارة:
وأقسمت جهدًا بالمنازل من مني ... وما سحقت فيه المقادم والقمل١
فإن القمل من الألفاظ التي تجري هذا المجرى.
وقول أبي تمام:
قد قلت لما لج في صده ... أعطف عل عبدك يا قابري
غاية في السخافة! لأن قابري من ألفاظ عوام النساء وأشباههن.
وليس لأحد أن يتخيل أن العذر في إيراد هذه الألفاظ وأمثالها تعذر ما يقع موقعها في النظم كما يظن ذلك بعض المتخلفين في هذه الصناعة. وذلك أنه ليس يجب على الانسان أن يكون شاعرًا ولا كاتبًا ولا صاحب كلام يؤثر ولفظ يروى ولا يجب عليه لو وجب هذا أن ينظم تلك القصيدة التي وردت فيها هذه اللفظة ولا البيت من القصيدة. فكيف نعذره إذا أورد لفظة قبيحة جارية مجرى ما ذكرناه وهو قادر على حذف البيت كله واطراح ذكر جميعه إن لم يكن قادرًا على تبديل كلمة منه.
ونعود إلى ذكر الألفاظ العامية ونقول من الأمثلة قول أبي نصر ابن نباتة:
فقد رفعت أبصارها كل بلدة ... من الشوق حتى أوجعتها الأخادع
فإن أوجعتها من أشد ألفاظ العامة ابتذالا. وإن كانت الأخادع قبيحة.
ومنها قول أبي تمام:
_________
١ المقادم مقادم الرأس والقمل استعارة للشعر الذي يكون فيه.
1 / 75