ومن ذلك أيضًا قول أبي تمام:
صهصلق في الصهيل تحسبه ... اشرج حلقومه على جرس
وقول القطامي:
إلى حيزبون توقد النار بعد ما ... تصوبت الجوزاء قصد المغارب١
فهل تعرف أوعر من صهصلق أو حيزبون؟
وعلى كل حال فالبدوي صاحب الطبع في هذا الفن أعذر من القروي المتكلف. لأن هذا لا يعرف هذه إلا بعد البحث والطلب وتجشم العناء في التصفح. وعلى قد ذلك يجب لومه والإنكار عليه.
والرابع: أن تكون الكلمة غير ساقطة عامية كما قال أبو عثمان أيضًا. ومثال الكلمة العامية قول أبي تمام:
جليت والموت مبد حر صفحته ... وقد تفرعن في أفعاله الأجل
فإن تفرعن مشتق من اسم فرعون. وهو من ألفاظ العامة. وعادتهم أن يقولوا: تفر عن فلان إذا وصفوه بالجبرية.
ومنه قول أبي نصر عبد العزيز ابن نبانة:
أقام قوام الدين زيغ قناته ... وأنضج كي الجرح وهو فطير
فتأمل لفظة فطير تجدها عامية مبتذلة إن كانت لعمري قد وقعت
_________
١ الحيزبون العجوز.
1 / 73