وخليل قد أفارقه ... ثم لا أبكي على إثره
وابن عم قد تركت له ... صفو ماء الحوض عن كدره
وحديث الركب يوم هنا ... وحديث ما على قصره
وابن عم قد فجعت به ... مثل ضوء البدر في غرره
(قال) : ثم مضى القوم حتى قدموا على السموأل فأنشده الشعر وعرف لهم حقهم فأنزل هندا أخته في قبة آدم وأنزل القوم في مجلس له براح فكان عنده ما شاء الله. ثم أنه طلب إليه أن يكتب له إلى الحارث بن أبي شمر الغساني بالشام ليوصله إلى قيصر. فاستنجد منه رجلا واستودعه المرأة والأدرع والمال وأقام معها يزيد بن الحارث بن معاوية ابن عمه فمضى حتى انتهى إلى قيصر. فقبله وأكرمه وكانت له عنده منزلة فاندس رجل من بني أسد يقال له الطماح وكان امرؤ القيس قتل أخا له من بني أسد حتى أتى بلاد الروم فأقام مستخفيا. ثم أن قيصر منح إليه جيشا كثيفا وفيهم جماعة من أبناء الملوك. فلما فصل قال لقيصر قوم من أصحابه: إن العرب قوم غدر لا نأمن أن يظفر هذا بما يريد ثم يغزوك بمن بعثت معه. وقال ابن الكلبي: بل قال له الطماح: إن امرأ القيس غوي فاجر وأنه لما انصرف عنك بالجيش ذكر أنه كان يراسل ابنتك وهو قائل في ذلك أشعارا يشهرها بها في العرب فيفضحها ويفضحك. فبعث إليه حينئذ بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب وقال له: إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك فإذا وصلت إليك فالبسها باليمن والبركة واكتب إلي بخبرك من منزل منزل. فلما وصلت إليها لبسها واشتد سروره بها فأسرع فيه السم وسقط جلده فلذلك سمي ذا القروح وقال في ذلك (من الطويل) :
Halaman 32