قلت: لَعَلَّه أَرَادَ فِي عرف الْفُقَهَاء، وَأما فِي أصل اللُّغَة فَلَا احسب هَذَا الِاشْتِرَاط صَحِيحا إِلَّا أَن ينْقل أَن لَفظه " تهجد " بِمَعْنى ترك الهجود لم يسمع إِلَّا من جِهَة الشَّارِع فَقَط وَلم تكن الْعَرَب تعرفه، وَهَذَا بعيد وَالله أعلم.
وَأما تنجس: فَقَالَ الْجَوْهَرِي: " التَّنْجِيس: شَيْء كَانَت الْعَرَب تَفْعَلهُ كالعوذة تدفع بِهِ الْعين، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(وعلق أنجاسا على المنجس ...)
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: " من المعاذات: التميمة، والمنجسة، والنجاس التعويذ، وَيُقَال للمعوذ: منجس) .
قَالَ ثَعْلَب: " قلت لِابْنِ الْأَعرَابِي: لم قيل للمعوذ منجس وَهُوَ مَأْخُوذ من النَّجَاسَة؟ فَقَالَ: إِن للْعَرَب أفعالا تخَالف مَعَانِيهَا ألفاظها، بقال: فلَان يَتَنَجَّس إِذا فعل فعلا يخرج بِهِ من النَّجَاسَة كَمَا قيل: يتأثم ويتحنث ويتحرج إِذا فعل فعلا يخرج بِهِ من الْإِثْم والحنث والحرج ".
1 / 96