244

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genre-genre

============================================================

شرح الأنفاس الروحاتية اعلم أن مشايخ الصوفية: يسمون المعاني، والأعراض، والصفات كلها أنوازا، وذلك نحو الحياة، والقدرة، والعلم، والارادة والكلام، والمحبة، وما أشبه ذلك بناء على آنهم يشاهدونها في عالم المكاشفات أنوارا مختلفة وأن الفلاسفة: يسمونها قوى وعللا، والمتكلمون: يسمونها أعراضا وعللا ومعاني، والفقهاء: يسمونها أوصافا، ومعاني: فان قلت: هل يسمون الغم، والهم، والخوف، والجهل وما أشبه ذلك أنوارا؟

قلت: تعم، يسمونها أنوارا سوداء مظلمة فافهم إذا عرفت ذلك جنا إلى تفسير المحبة وهى إرادة تضطر بها المريد إلى طلب المراد، إن قدر على طلب المراد ولم يكن المراد معه.

تبهيج الشهوة فيه وتتأثر عنه حين المواقعة، فالمشاهدة باعتبار الأول من حيث هو فاعل، وباعتبار الثاني من حيث هو منفعل، وأما مشاهدة الحق في المرأة من حيث صدورها عن الرجل فهو شهود في منفعل؛ لأنها منفعلة عن الرجل، ومشاهدته في الرجل من حيث أن المرأة ظهرت عنه فشهود في فاعل، ومشاهدته في الرجل من حيث أن المرآة ظهرت عنه فشهود في فاعل، ومشاهدته فيه من غير استحضار ظهرت المرأة منه فهو شهود في منقعل، لأن الرجل منقعل عن الحق بلا واسطة، فالشهودات الثلائة منفصل بعضها من غير لزوم الاتصيال، والمعية بينها.

وأما شهود الرجل الحق في نفسه من حيث إنه مؤثر في المرآة، ومن حيث إنها متأثرة عنه، فشهود من حيث هو فاعل ومنفعل كالشهود في المرأة إلا أنه أتم فيها، كيف؟ إن لم يكن أتم، كسما أن في شهوده في المرآة فناء المشاهد دون شهوده في نفس الرجل على ما هو الظاهر، فكل من أحت المراة على هذه المعرفة فحبه حب إلهي، ومن أحبهن على جهة الشهوة الطبيعية فيكون هذا الحب صورة بلا روح وإن كانت الصورة في نفس الأمر ذات روح، فهو يجب الالتذاذه ومحل الالتذاذ وغاب عنه روح المسألة والعارف يعلم بمن التذومن التذومن اللذة.

ثم بعد ما عرفت هذا، وأوعيت في قلبك، فاعلم بآن محبة الشيء لا تكون إلا بعد معرته؛ لأن محبة المجهول ثحال قالمحب لله لا تكون إلا بعد معرفته إياه بأنه هو الظاهر، وأنه هو الباطن.

Halaman 244