243

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genre-genre

============================================================

241 شرح الأنفاس الروحانية بعد لها من الطول والعرض والعمق، فالألف ظهرت في مرتبة الواحد لبعده منها ببعد واحده والجيم برزت في الثلاثة؛ لاتها حازت بالأبعاد الثلاثة، والواحد عدد لا كالأعداد فهو شيء لا كأشياء، والباء هو العرش أيضا، والعرش النفس الناطقة المستاة بالقلب الذي يسع الرب، فالنقطة غيب الهوية التي لا تزول عن خفائها أبذا، والباء مستوى الأعداد لا عدد إلا والباء موجودة فيهه والرحمن مستوى الرب وصفاته النفسية، والباء حرف نكرة في تفسه محتاجة إلى التعريف وهو النقطة والالم يتميز من التاء والتاء، وليس له مثال في المجردات، فلو رفع عنه التعريف لم يبق له محل تصير إليه، ولا صورة ئيعال عليها والحرف الرايع (الهاء)، وهو إشارة إلى الهوية السارية في الموجودات، وإلى أنها محيطة بالأشياء، فلا ظهر لشيء الا بسرايتها، والبياض الذي في جوفها الإنسان الكامل الذي به تظر الحق إلى الخلق أو العالم؛ لأنه لا وجود له إلا بنظر الله تعالى إليه، فلو لم يكن نظره إلى العالم لفتى بأجمعه، كما أنه لو لم تدر دائرة الهاء على البياض ما كان له وجود أصلا بالنسبة إلى الدائرةه ومع وجوده بالدائرة باق على ما هو عليه من العدم:؛ لأن البياض على ما هو عليه قيل استدارة الهاء به بعدها أيضا، فكذا العالم بعد وجوده على الحالة التي كان عليها قبل خلقه تعالى إتاه أو جوف الدائرة هو الحق، والدائرة هي الخلق؛ إذ الحق باطن في الخلق فجمع هذا اللفظ جميع الأسرار إجمالا، واجتمع فيه مخارج الحروف التي هي مبني الكلم والكلام، فإن (الميم) و(الباء) شفوية، و(الحاء) وسطية و(اهاء) حلقية، وكل منها في مركزه إلا الباء فإنه شفوي وقع الوسط إشارة إلى أن الحب منه ويه وإليه.

فمن عرف هذه الأسرار يعرف أن لهذا اللفظ شأن عظيم كيف لا؟! وهو مشترك بين الحق والخلق، وإن كان في الحقيقة ليس إلا الحق؛ لأنه قد ثبت بالنص لكن في طرف الحق ذات وأصلي، ومن طرف الخلق عارضي وفرعي، والفرع راجع إلى أصله، فيصير محبة العبد محبة الحق وذلك إن محبة الحق محبة الأصل لفرعه، فكل من أحب شيئا بهذه المحبة فهي محبة الحق، ولذا أحب النبي النساء حيث ورد في الحديث: لاخبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب، والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة".

فالحق تعالى أحب آدم حب الأصل للفرع، والكل للجزء، وذي الصورة لصورته، وآدم الظه أحب حواء كذلك فهو أحبها بحب الله تعالى إياه، فالنبي * أحب النساء بحب الله تعالى إياه من حيث أن كلا من المحبين حب ذي الصورة لصورته، والأصل لفرعه، والكل لجزئه، وأيضا أحب النبي النساء لكسمال شهود الحق فيهن؛ لأن الحق تعالى لا يشاهد من غير مواد أصلا، فإنه تعالى بذاته غني عن العالمين، لا علاقة بينه وبين شيء أصلا بالشهود ولا بغيره، فلا يمكن شهوده إلا في مادة وهو في التساء أعظم وأكمل؛ لأته تعالى يشاهد فيها من حيث هو فاعل منفعل معا من غير اتفصال بينهما؛ لأن المرأة تؤثر في

Halaman 243