165

وهلاك الخلق إنما هو بهم فكان حقا عليه أن لا يقبل الشر من أحد إلا إذا حصل له العلم بذلك وإلا كان كرة في أيديهم فيهلكون به من شاءوا من عباد الله من غير موجب شرعي نعم العاقل من عقل عن الله ما يفعل إذا علمت هذا علمت أن الأمور نسبية الأمثال فالأمثل وإلا فأن نظر إلى العصر الأول فتجد أهل الطاعة منا كأهل المعاصي منهم غير أنك إذا نسبت من كان من أهل الزمان الأول والزمان الأتي إلى زماننا هذا فتجده أولى من غيره والأمر اعتباري وإلا فالظلم قد عم والجهل قد انتشر والبدعة قد صارت سنة والسنة قد صارت بدعة والحكم لله الواحد القهار ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العلمين فيالله وتالله مثلي لا يصلح بهم ولا للاجتماع معهم إذ لا دين لنا نتحصن به وأما هذا الرجل ومثله في محل الرفعة والتعظيم أن تعلق بمثلنا فيربح قطعا إذ من خذل من الأمراء لا يلتفت إلى أهل الخير بل يعدونهم كالهباء المنثور الحمد له على مثله فالله يحفظنا وإياه من كل حسود وأذاقه ما أذاق أصفياءه لأنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، يؤتي الملك من يشاء بالتصريف ، ويعز من يشاء بالتعريف ، ويذل من يشاء بالتسويف ، بيديه الخير من غير وجوب ولا إيجاب ولا تخويف.

تنبيه آخر قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر ما نصه فائدة قال الشيخ محمد بن علي شارخ الشقراطسية ناقلا عن البكري ويذكر أن تفسير طرابلس بالعجمية ثلاث مدن قال وعلى مدينة طرابلس سور ضخم جليل البناء وهو على شاطئ البحر وبها أسواق حافلة وحمامات كثيرة فاضلة وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها الصالحون ومرساها مأمون من أكثر الرياح ومدينة طرابلس كثيرة الثمار والخيرات وبها بساتين جليلة في شرقيها ويتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها الملح الكثير ومن طرابلس إلى جبل نفوسه ثلاثة أيام وذكر الليث ابن سعد قال غزا عمرو بن العاص مدينة طرابلس سنة ثلاث وعشرين حتى نزل القبة على الشرف من شرقيها فحاصرها

Halaman 182