164

بالاستطاعة فرع التصور للطريق فاحتيج إلى بيان الرحلة فان قلت كتاب واحد يكفي قلت لأن الزمان والمكان يتغير فاحتيج إلى التعدد وأما بيان الأشجار ليستعد الإنسان إلى الشراء من وطنها لأن كثرته توجب كثرة الثمرة وكثرتها توجب رخاء الأسعار فينبغي للإنسان كثرة التزود منه ومثله القلة في الضد وأما غير الثمر فبيانه لاحتياج الدواب إليه فكل ذلك فيه إعانة للحاج والله يقول : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) الآية وبالجملة فهذا العلم شرف لشرف معلومه فالمنصف يظهر له الحق بأول إشارة والمعاند لو ملأت له الأرض حججا ما قبلها.

وإذا البينات لم تغن شيئا

فالتماس الهدى بهن عناء

تتمة وممن أقبل إلينا ووفق لمحبتنا الأجل الأعظم الحليم المشفق ذو الأخلاق الطيبة والطبائع السنية ودفع السيئة بالحسنة لقوله تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن ) (1) ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وكذا كفاه الله مئونة أعدائه من غير حرب ولا عسكر ولما اجتمعت معه قلت له امتثل الخير ولو من عدوك ، ولا تقبل الشر لو من صديقك ، وقلت له أيضا المحسن يجازي الإحسان ، والمسيء تكفيه إساءته ، زاده الله عقلا وعلما وحلما وصبرا (2) وهداية ورعاية حسنة وأن يخلد الولاية في ذريته إلى قيام الساعة مع العدل والحلم حسبما فيه غيره من أهل العدل والإحسان والرحمة للأمة المحمدية وذلك سيدي علي باشا نجل الوالي محمد باشا نجل الوالي أحمد باشا وفي الحجة الأولى أدركت جده وفي الثانية أدركت أباه في الطلعة وفي الرجعة أدركته هو جعل الله عاقبته خيرا من أوله وأصلح حضرته لأن قلب الأمير على قلوب قواعده وصلاحه بصلاحهم وفساده بفسادهم لأنه لا يخرج عن دار الملك حتى يتبين له المحسن من المسيء والصديق من العدو والطائع من العاصي

Halaman 181