Kisah Penciptaan: Sumber-Sumber Kitab Kejadian
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Genre-genre
1
وهذا هو كل شيء، كل الكون: منظورا وغير منظور.
ورغم أنه لم تصلنا عن السومريين نظرية متكاملة، توضح آراءهم في كيفية وجود العالم ونشأته، في الآثاريات المكتشفة حتى الآن على الأقل، فإنه يمكن استخلاص سفر تكوين سومري، من خلال دراسة متأنية للنصوص المتفرقة في أساطيرهم وآدابهم المتعلقة بالخلق، مع أخذنا بالحسبان أن هذه الأساطير ليست بالسذاجة التي تبدو ظاهرة فيها، إنما هي لغة لها خصوصيتها ومفرداتها المتميزة، واصطلاحاتها الخاصة، لتبليغ ما تريد من حقائق مقررة في نظر أصحابها مع اعتبارنا لمراحل التطور التدريجي التي سار فيها الفكر الإنساني بادئا من مثل هذه البدايات الأولى.
وكغيرهم من الشعوب، تأمل السومريون في طبيعة الكون وأصله، ونشأته، فظهر لديهم في غضون الألف الثالث قبل الميلاد، طائفة من المفكرين والحكماء حاولوا إشباع هذا الفضول المعرفي، بوضع إجابات مرضية، للتساؤلات التي أثارها تأملهم في الكون وطبيعة الأشياء، دفعت الآثاريين إلى حد الزعم أن السومريين وصلوا إلى آراء ومعتقدات ومبادئ، أصبحت أساسا لعقائد شعوب الشرق الأدنى،
2
ودفعت بنا نحن إلى جمع شتاتها من الأساطير والملاحم، لتعطينا سفرا سومريا للتكوين، يمكن أن تتضح سماته تدريجيا مع بحثنا هذا.
وسعيا وراء هدفنا هذا، نجد في اللوح الذي يعدد أسماء الآلهة السومرية تقريرا لمبدأ يقول: إنه في البدء كانت «نمو
NAMU »، وقد عبر الخط المسماري عن «نمو» بالمقطع الصوري الذي يعبر عن البحر، ووصفت «نمو» بأنها الأم التي ولدت السماء والأرض، وهو ما يصور لنا الوجود قبل التكوين كمحيط أو غمر من الماء الأولي الأزلي، وهو تصور غالب على ثقافات الشعوب القديمة التي اعتقدت بخروج الآلهة من محيط عظيم، كان هو الوجود الأول قبل أن توجد كائنات الطبيعة.
وقد فسرت مدرسة التحليل النفسي انتشار نظرية الميلاد المائي لدى الشعوب القديمة، باعتبارها انعكاسا لذكرى كامنة في لا شعور الإنسان، حول حالة الجنين في الماء الرحمي للأم، سابحا في بحره الأول. ويذهب بعض الباحثين مثل «فراس السواح» إلى تفسير ميلاد الأرض والسماء من البحر الأول، بأنه وسط الماء ظهرت جزيرة يابسة على هيئة جبل، قبته السماء وقاعدته الأرض
3
Halaman tidak diketahui