أي أسود، قال أبو جعفر: وهذا القول خلاف المعروف من كلام العرب وخلاف الظاهر والمتعارف لأن العرب تقول أصفر فاقع ولا يقال أسود فاقع إنما يقول أسود حالك وحلكوك وحلوك ودجوجي وغربيب وأبيض لهق ولهق ولهاق ويقق وناصع وأحمر قاني وأخضر ناضر.
وقرئ على أحمد بن محمد الحجاج عن يحيى بن سليمان قال: سمعت عبد الله بن إدريس قال: سمعت أبي وغيره ذكر عن الأسود بن يزيد قال: العرب تسمى الأحمر أسود، وقال أبو جعفر: وهذا لا حجة فيه لأن الحمرة والخضرة مقاربتان للسواد، قال الله جل وعز ﴿مدهامتان﴾ أي خضراوان شديدتا الخضرة فكأنهما سوداوان، فإذا قيل أصفر فاقع زال معنى السواد منه، وقد قال سعيد بن جبير: كانت صفراء كلها وعنه كانت صفراء القرن والظلف.
﴿فاقع لونها﴾ وقف حسن إن جعلت تسر الناظرين مستأنفًا وإن جعلته نعتًا فالوقف على الناظرين، ﴿قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي﴾ وقف صالح، وكذا ﴿إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون﴾ وقف حسن، ﴿قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول﴾ ليس بقطع كاف، وزعم الفراء أنه ليس بقطع لأن المعنى ليست بذلول تثير الأرض وهو معنى قول أبي عبيده
[١/ ٦٤]
1 / 64