قال أبو جعفر: مع مخالفة الأخفش هذه الجماعة قد جاء بوجه بعيد، ومن النحويين من يقول أخطأ وجاء ما لا يجوز البتة وذلك أنه جعل عوانًا من نعت بقرة وذلك بمنزلة المضمر وإذا كان التقدير: إنها بقرة عوان بين ذلك أي بينهما أي بين الفارض والبكر، فقد قدم المضمر على المظهر ﴿فافعلوا ما تؤمرون﴾ وقف حسن.
﴿قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها﴾ وقف صالح، ﴿قال إنه يقول إنها بقرة صفراء﴾ من القراء من قال هذا الوقف لأن الصفراء عنده بمعنى سوداء، قال الحسن: صفراء سوداء، قال أبو عبيده: قالوا صفراء سوداء كما قال ﴿جمالة صفر﴾، قال أبو جعفر: فعلى هذا القول لا يكون فاقع تابع لصفراء كما قرئ على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن أبي (الأزهر) قال: حدثنا روح عن سعيد عن قتادة، قال: الفارض الكبيرة والفاقع الصافي وتسر الناظرين وتعجب الناظرين، قال أبو جعفر والتقدير على هذا لونها فاقع أي لونها صاف خالص لا تكون اتباعًا وقد حكى الكسائي فقع يفقع وأنشد غيره:
... ... ... ... = فهي صفراء أولادها كالزبيب
[١/ ٦٣]
1 / 63