فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها﴾ ليس بقطع كاف ﴿وموعظة للمتقين﴾ تمام على قول الأخفش، لأن التقدير عنده: واذكروا إذ قال موسى لقومه، وعلى قول الفراء ليس بتمام لأنه عنده معطوف على ﴿اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم﴾.
﴿وإذا قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة﴾ قطع صالح ﴿قالوا أتتخذنا هزوا﴾ مثله لأن الكلام قد أفاد الهزو: اللعب والجهل، كما قال:
قد هزت مني يا أم طيسلة ...
﴿قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين﴾ قطع حسن، ﴿قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما هي﴾ قطع كاف، ﴿قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر﴾، قال نافع: ثم قال الفراء: لا فارض ولا بكر، انقطع الكلام ثم استأنف فقال ﴿عوان بين ذلك﴾، وفي الحديث أن سعيد كان يقف (ولا بكر) وكذا عن مجاهد وعيسى بن عمر ويعقوب وخالفهم كلهم الأخفش فقال: التمام ﴿عوان بين ذلك﴾ قال أراد لا كبيرة ولا صغيرة ولكن عوان بين ذلك وأنشد:
جلوس لدى الأبواب طلاب حاجة = عوان من الحاجات أو حاجة بكرا
[١/ ٦٢]
1 / 62