قال الأخفش ﴿وإذ نجيناكم من آل فرعون﴾ التام قال أبو جعفر: والأمر على ما قال ﴿يسومونكم﴾ مستأنفًا فإن جعلته في موضع نصب على الحال لم يتم الكلام على ما قبله ﴿يذبحون أبناءكم﴾، إن جعلته بدلًا من يسومونكم لم يكن يسومونكم قطعا كافيًا لأن الفعل ببدل من الفعل كما قال:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا = تجد حطبًا جزلا ونارًا تأججا
﴿ويستحيون نساءكم﴾ قطع صالح ﴿وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم﴾ قطع حسن، ﴿وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم﴾ ليس بتمام لأن ما بعده عطف عليه ﴿وأغرقنا آل فرعون﴾ وقف صالح على مذهب الفراء لأن معنى ﴿وأنتم تنظرون﴾ عنده وأنتم تعلمون كما قال جل وعز ﴿ألم تر إلى ربك كيف مد الظل﴾ وقد خولف في هذا وذلك إنه استبعد أن يكونوا ينظرون إلى فرعون حين غرق لشغلهم بما هم فيه، قال أبو جعفر: وهذا متناول بعيد والأمر أقرب من ذلك يكون وأنتم تنظرون إلى انفراق البحر وانطباقه على فرعون وآل فرعون فينظرون على ما به.
﴿وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة﴾ ليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه والمعنى فيه، وأما قول الأخفش المعنى ﴿وإذ واعدنا
[١/ ٥٧]
1 / 57