موسى﴾ تمام (أربعين ليلة) فمخالف للظاهر لقول أهل التأويل ﴿ثم اتخذتم العجل من بعده﴾ ليس بتمام لأن التقدير ثم اتخذتم العجل من بعده إلهًا وهذا حالكم ﴿وأنتم ظالمون﴾ وقف حسن وإن كان ما بعده معطوفًا على ما قبله لأنه رأس آية ولكن ليس بتمام، والقطع التمام ﴿لعلكم تشكرون﴾ إذا قدرت المعنى واذكر إذ أتينا موسى الكتاب ولم تجعل إذ معطوفة على ما قبلها ﴿وإذ أتينا موسى الكتاب﴾، وقف كاف على أحد قولي الفراء وهو قول قطرب يذهبان إلى المعنى: وأعطينا محمد الفرقان.
قال أبو جعفر وهذا القول لا يصح على قول أهل التأويل ولا في الظاهر ولا في العربية لأن أهل التأويل يقولون: أوتي موسى التوراة وهي الكتاب وهي الفرق بين الحلال والحرام ومنهم من يقول: أوتي موسى الكتاب وانفراق البحر والظاهر على خلاف ما قالا، قال الله ﷿ ﴿ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان﴾ فلا يجوز في العربية أعطيت زيدًا دينارًا أو درهمًا وأنت تريد وأعطيت عمروًا درهمًا فإن احتج بقول الشاعر:
يا ليت زوجك قد غدا = متقلدًا سيفًا ورمحا
قيل له هذا البيت لا يشبه ذلك لأنهما جميعًا لشيء واحد وأيضًا فقد
[١/ ٥٨]
1 / 58