============================================================
وقبضوا الثمن وألزموهم بشراء أملاك لهذا الوقف ويوفوا شروطه. وبلغني آن هذا الدار بناها الأمير بدر الدين في الدولة الظاهرية، وأنها كانت قديا، لما ملكت الافرنج مصر ودخلوا اليها، ثم وقع الصلح بين المسلمين والافرنج بعد حرب كانت بينهم، واتفقوا على آن يكون نصف متحصل المدينة للافرنج والنصف للمسلمين، وأنها كانت على سبيل الخمس إلى أن ملكوا المسلمين وقتلوا الافرنج، وتمادى الأمر إلى الدولة المظفرية ثم الظاهرية اتخذ البيسري هذا الدار وصار ينفق فيها أموال عظيمة، فبلغ الملك الظاهر، فأنكر عليه، وقال: يا بدر الدين، ايش خليت للغزاة والبواكير؟ قال : صدقات السلطان والله يا خوند، ما بنيت هذا الدار إلا حتى يصل خبرها إلى بلاد العدو، ويقولسوا بعض مماليك السلطان عمر دارا غرم عليها مال عظيم: فاعجب (السلطان ذلك) وأنعم عليه بألف دينار، ولم يسمع عن الملك الظاهر انعام اكثر منه في مثل بين القصرين نحو الفدانين بالقصبة وداخلها اصطبل وبستان وحمام إلى جانبها. ورسم السلطان للنشو آن يرصد نفسه للأصناف الذي تحتاج إليها، وتكفل بامرها، وشرع في طرح الأصناف وغيره وتحصيل الأموال، ووقع بالناس ظلم عظيم، وعانت من كثرة الرمي والطرح".
وفي العيني(1) . " وفيها كان الفراغ من عمارة الأمير قوصون ، وهي تجديد دار الأمير بدر الدين البيسري ، وكان السبب لأخذ قوصون هذه الدار أنه اختار أن يكون له بيت يسكنه في المدينة، وكان يومأ راكبا قد مر على بين القصرين، ورأى بوابة هذه الدار وما عليها من الحشمة، وبابها لم يسبق إلى عمله أحد، فسأل عليها، فأخبروا أنها لورثة الأمير بيري، فبقي في خاطره ذلك، وطلع عند السلطان وأخبره بذلك، ثم سأله في أمرها، فأمر السلطان بحلها من الوقفية وبتفرغ الورثة، فطلبوا القاضي شرف الدين الحراني الحنبلي، واتققوا معه أن يفعل فيها كما فعل في حمام قتال السبع، فإنه (1) العيني 17/2911. 74و- ل7و.
Halaman 14