والقدر: هو الخلق قال الله تعالى: { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } فالقدر: هو الخلق. تقول: قدر الله، وخلق الله.
والمقدور: هو فعل الإنسان.
والمقادير: هي من الله.
والتقدير:هو تقدير الشيء. ويجب الإيمان بالقدر: خيره وشره. والله تعالى، لا يعذب على القدر وإنما يعذب على المقدور، الذي هو أفعال العباد، الذي إن فعلوا خيرا، حمدوا عليه. وإن فعلوا شرا عوقبوا عليه. فالمقدور: أفعالهم. وبالله التوفيق.
الباب التسعون
في الرد على القدرية
القدرية: الذين يكذبون بالقدر. ويقولون: لا قدر.
زعمت المعتزلة والقدرية: أن المشيئة مفوضة إليهم. فهم إن شاءوا تحركوا. وإن شاءوا سكنوا. وإن شاءوا فعلوا. وإن شاءوا، لم يفعلوا، وأن فعلهم: هو خلقهم. وأن الله لم يخلق أفعالهم. فهذا رد لكتاب الله، وتكذيب لقوله عز وجل؛ لأن الله تعالى يقول: { والله خالق كل شيء } وأعمالهم شيء؛ لقوله تعالى: { لقد جئتم شيئا إدا } . فالبارئ تعالى، لا يعذب إلا على شيء فعلوه. ولا يثيب إلا على شيء قد فعل، فيقال لهم: أخبرونا عن أفعالكم التي زعمتم: أنها من خلقكم، لا خالق لها غيركم. أهي شيء؟ أم غير شيء؟
فإن قالوا: ليست بشيء.
قيل لهم: فيثيبكم الله على لا شيء، ويعذبكم على لا شيء.
فإن قالوا: نعم. كفروا، إذا زعموا أن الله يعذب العباد، على غير شيء.
وقيل: وكيف قال الله تعالى: { لقد جئتم شيئا إدا } أمل يسم أعمالكم شيئا وأقوالكم شيئا؛ لأن الله تعالى يقول: { وكل شيء فعلوه في الزبر } فقد سمى أعمالهم شيئا وأقوالهم شيئا؛ لقوله: { لقد جئتم شيئا إدا } وذلك شيء قالوه.
وإن هم قالوا: أعمالنا شيء، وأقوالنا شيء.
قيل لهم: فقد قال الله تعالى: { والله خالق كل شيء } قال المؤلف: ويقال لهم: أخبرونا عن الله عز وجل، هو إله أفعالكم وأقوالكم، وربها ومالكها، والقادر عليها أم لا؟
فإن قالوا: لا، كفروا.
وإن قالوا: نعم. إن الله إله أفعالنا وأقوالنا، وربها ومالكها، والقادر عليها.
Halaman 74