يقول الألمان إن أول زبلن أنشأوه كلفهم 100 ألف جنيه. •••
بلغ عدد الذين أعفوا من الخدمة العسكرية في إنكلترا لأسباب مختلفة 1500000 رجل. •••
الفتيان الأبطال في الحرب: دفعت الوطنية كثيرين من الفتيان الصغار إلى خوض غمار الحرب، واشتهرت من بينهم فئة من الأبطال امتازوا ببسالتهم، وشجاعتهم وتضحيتهم أنفسهم فداء الوطن. كما اشتهر كثيرات من النساء والفتيات البواسل ملائكة الرحمة. وفتحت جريدة «مون جورنال» الفرنسوية في أعمدتها اكتتابا عاما لإقامة أنصاب وتماثيل إحياء لذكرى هؤلاء الأبطال الصغار الذين قتلوا فدى الوطن تخليدا لأسمائهم المجيدة في القرون المقبلة، وها نحن نذكر بعضا منهم رددت الجرائد ذكر أسمائهم وزينت أعمدتها برسومهم.
فأحدهم الملقب بالصغير لابين من بلدة جيورماني في الثانية عشرة من عمره توفيت أمه وذهب أبوه إلى الحرب وتركه في البيت وحيدا، إلى أن مرت يوما ما الفرقة السابعة من الفرسان الفرنسويين في تلك البلدة ذاهبة إلى ساحات القتال فبهرت عينا الفتى من نظامها ومنظرها وتبعها إلى خارج المدينة يتفرج عليها إلى أن اجتازت أربع كيلومترات فالتفت وراءه فرأى بلدته غابت عن نظره، وقد أرخى الليل سدوله، فقال في نفسه: لماذا لا أتبع هؤلاء الجنود إلى الحرب وألحق بأبي وأدافع عن وطني؟! ثم أتبع الفرقة جاريا وراء الفرسان إلى أن رآه أحد ضباطهم فشفق عليه، ولما تأكد من عزمه تبناه وأردفه وراءه على الحصان، ثم أعطاه بندقية صغيرة ورداء وخرطوشا وسماه رجال الفرقة الأرنب الصغير، فلما وصلت إلى ساحة القتال واشتبكت الجنود في الحرب انسل الفتى بينهم وكان يطلق الرصاص على كل من رآه من الألمان، ثم رجع إلى الصفوف من غير انتظام، ولما انتهت المعركة أراد الكولونيل قائد الفرقة أن يرجعه إلى بلدته خوفا عليه لصغر سنه فأجابه: إني جندي فرنسوي ولا أرجع قط ما دام الأعداء في بلادي. فتركوه، وقد أصيب برصاصة في كتفه في إحدى المعارك فنقلوه إلى المستشفى.
وفي الحرب غلام آخر يدعى بير مرسيه من مدينة أنجين في الثالثة عشرة من عمره اختفى يوما ما فجأة عن بلدته وذهب وحده إلى ساحة القتال، ففتش والداه عنه ولم يجداه إلا أنه وصلت إليهما الرسالة الآتية في اليوم الثامن من اختفائه وهذا مآلها:
أبي وأمي وشقيقتي الأعزاء
دخل الأعداء بلادنا فأقسمت أن أدافع عن وطني ولو كنت صغيرا، ألا تدعوني الواجبات الوطنية لأن أحارب هؤلاء البرابرة الذين اجتاحوا فرنسا وفتكوا بأهلها فقد بررت بقسمي وجمعت ما اقتصدته في صندوقي من الدراهم ولحقت بفرقة الجنود التي مرت بمدينتنا، وانتظمت في فرقة الاستكشاف وأعطيت دراجة فلا يقلق بالكم علي ولا تبكوا لفراقي، أراني مسرورا جدا في خدمة بلادي، وأؤكد لكم يا والدي العزيزين أنكما تفخران بابن لكما يدافع عن وطنه تحت الراية الفرنسوية؛ فتصبري يا أمي العزيزة على فراق يسير وأما أنت يا أختي سوسان فداومي على الذهاب إلى المدرسة وادرسي التاريخ والجغرافية، وتأكدي أن خارطة فرنسا ستتغير بعد الحرب وتمتد حدودها الشرقية إلى ما وراء نهر الرين، أودعكم جميعا. (حقق الله آماله.)
بير مرسيه
وفي ساحة الحرب كثيرون من أمثال هذا الغلام اختفوا من أحضان والديهم وذهبوا إلى ميدان القتال منهم ألبير كاروج من فرساليا وعمره اثنتا عشرة وهنري نينه من ليموج وعمره أربع عشرة سنة، كتب الأول إلى أمه يقول لها: إني في ميدان القتال وتأكدي يا أمي أنني سأعود إليك وعلى صدري وسام الشرف.
وكتب الثاني إلى أبيه: أكتب إليك وأنا فوق مركبة المدفعية، فليطمئن بالك أنني تحت رعاية ضابط الفرقة، أندره كيده وقد أعطاني كسوة وسلاحا.
Halaman tidak diketahui