ومعنى الالتقاط، ويسمى أيضًا بالتلفيق والترتيب، أن ينشر الشاعر المعاني المتقاربة، ويستخرج منها معنى مولدًا يكون فيه كالمخترع، وينظر به إلى جميع تلك المعاني، فيقوم وحده مقام جماعة من الشعراء، وهو مما يدل على حذق الشاعر وفطنته. ومن أحذق من فعل ذلك المتنبي والمعري.
ولابن رشيق أيضًا:
ومن حسناتِ الدّهر عنديَ لَيلةٌ ... من العُمر لم تَتْرُك لأيّامنا ذَنْبَا
خلونا بها نَنفي الكرى عن جُفوننا ... بلُؤْلُؤةٍ مملوءةٍ ذهبًا سكبا
ومِلْنا لتقبيل الخدود ولَثمها ... مَمِيَل جياع الطّيرِ تلتقُط الحبَّا
وقال أبو الحسن عبد الكريم بن فضال الحلواني في ابتداء قصيدة فريدة:
عَرِّسَا بِي فذَا مُناخٌ كريمُ ... هذه جُمَّةٌ وهذا تمِيمُ
هذه الجنّةُ التي وعد الله وهذا صراطُه المستقيم
وكان المعز ملك صنهاجه، لم يقصده ذو حاجة إلا وقضى حاجه، وعجل بذلك سروره وابتهاجه. وإنما خلع المستنصر وأزال عنه الخلافة، وأظهر
1 / 59