فقل له الرئيس: أما مثل دينك رقة، فلا يوجد إلا بوزن أمثال رمال الرقة؛ ثم استحسن في هذه المداعبة أدبه، فقضى أربه.
فمن قوله يمدح السلطان أب يحيى تميم بن المغر:
أصَحُّ وأقْوى ما روينَاه في النَّدَى ... من الخبرِ المأثور منذُ قديمِ
أحاديثُ تُمليها السّيولُ عن الحَيا ... عن البَحر عن جُودِ الأمير تمِيم
وله أيضًا:
لو أورقتْ من دَم الأبطال سُمْرُ قنًا ... لأوْرَقَت عنده سُمْر القَنَا الذُّبُلِ
إذا توجَّه في أولى كتائبه ... لم تفْرِق العينُ بين السّهل والجبلِ
فالجيش يَنْفُض حولَيه أسنَّتَه ... نفْضَ العُقاب جَنَاحَيها من البَللِ
وهذا البيت من غرر قلائده، وهو مع ذلك ملتقط من قول المتنبي:
يهزُّ الجيش حولك جانبيه ... كما نَفَضت جَناحيها العُقابُ
ومن قول أبي صخر الهذلي:
وإنّي لتَعْرُوني لذكرِاك هِزَّةٌ ... كما انتفَض العُصفورُ بَّللهَ القطر
1 / 58