أين الوفاءُ الذي أصْفَوا شرائعه ... فلم يَرِد أحدٌ منها على كَدَر
كانوا رَواسي أرض الله مُنذ نَأوْا ... عنها استَطارَت بمن فيه ولم تَقِر
كانُوا مصابيحها فيها فمنذ خَبوا ... هَوَى الخليقُة ياللهِ في شَرَر
كانوا شَجَى الدهر فاستهوتهمُ خُدَعٌ ... منه بأحلام عادٍ في خُطا الخطر
ويلُ امّه من طَلوِب الثأر مُدرِكة ... منهم بأسْدٍ سواهم في الوغى صُبُر
مَن لي ومن لهُم إن أظلمت نُوَبٌ ... ولم يكن ليلُها يُفضي إلى سَحَر
من لي ومن لهُم إن عطلِّت سُنن ... وأخْفَيِتْ ألسن الآثار والسّير
من لي ومن لهُم إن أطبقَت محنٌ ... ولم يكن ورْدها يدعو إلى صَدَر
على الفضائل إلا الصّبَر بعدَهم ... سلامُ مُرتقب للأِجرِ مُنْتَظر
يرجُو عَسى، وله في أختها أمل ... والدّهُر ذو عُقَب شَتَّى وذُو غِيَر
قَّرطت آذانَ من فيها بفاضِحَةٍ ... علَى الحسَانِ حصَا الياقوت والدُّرَر
سيارةٍ في أقاصي الأرض قاطعةٍ ... شَقَاشِقًا هَدرَت في البَدْو والحَضَر
مُطاعِة الأمر في الألباب قاضيةٍ ... من المسامع ما لم يُقْض من وطَر
1 / 33