بني المظفَّر والأيّامُ ما برحت ... مراحلًا والوَرى منها على سَفَر
سُحقًا ليومكم يومًا ولا حملت ... بمثله ليَلٌة في غَابِر العمر
من للأسّرة أو من للأعنّة أو ... من للأسنّة يهديها إلى الثُّغَر
من للظُّبا وعوالى قد عُقدت ... أطرافُ ألْسُنها بالعِّي والحَصر
وطُرِّزَتْ بالمنايَا السُّود بيضُهم ... أعجْب بذاك وما منها سوى الذِّكر
من لليَراعة أو من للبراعة أو ... من للسّماحة أو للنّفع والضّرر
أو دفع كارثة أو دع رَادِفَةٍ ... أو قمع حَادثة تُعيي على القَدر
ويحَ السَّماحِ وويح البأس لو سلماَ ... واحسرةَ الدّين والدّنيا على عمر
سَقَت ثَرى الفضل والعبّاسِ هاميةٌ ... تُعزي إليهم سمَاحًا لاَ إلى المَطرِ
ثلاثةٌ ما ارتَقى النَّسران حيثُ رَقُوا ... وكلُّ ما طَار من نَسْر ولم يَطِر
ثلاثة ما رأى العصران مثلهُم ... فضلًا ولو عُزِّزَا بالشمس والقَمر
ثلاثة كذوِات الدَّهر مُنْذُ نأوْا ... عنّي مضي الدَّهر لم يربع ولم يَحُر
ومرَّ من كلّ شيء فيه أطيُبه ... حتى التمُّتع بالآصالِ والبُكرَ
أين الجلال الذي غَضَّت مهابَتُه ... قلوبَنا وعيونَ الأنْجُمِ الزُّهُر
أين الإباءُ الذي أرسَوْا قواعِدَه ... على دَعائَم من عزّ ومن ظَفَر
1 / 32