أراد الله أن ينشئ دولة أنبت لها مثل هؤلاء [١]، هذا غرس الله لا غرس الرجال. قال هشام [٢]: لم يكن في العرب عدة بني عبد المطلب أشرف [٣] منهم ولا أجسم [٤]، ليس منهم رجل إلا أشم العرنين يشرب أنفه قبل شفتيه [٥] ويأكل الجذع [٦] ويشرب الفرق [٧] وقال قرّة بن حجل [٨] بن عبد المطلب يوم أجنادين [٩]: (الكامل)
اعدد ضرارا [١٠] إن عددت فتى الندى ... والليث حمزة واعدد العباسا
واعدد زبيرا والمقوم [١١] بعده ... والصتم [١٢] حجلا والفتى الدرفاسا [١٣]
_________
[١] في الأصل: هؤلاء.
[٢] يعني هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
[٣] في الأصل: لشرف.
[٤] في الأصل: أجسم.
[٥] في الأصل: سقيته.
[٦] في الأصل: الجزع- بالزاي المعجمة، والجذع متحركا من الشاء والإبل صغيرها.
[٧] الفرق متحركا مكيال أهل الحجاز كان يسع ستة عشر رطلا.
[٨] حجل كفضل، اسمه المغيرة- قاله مصعب في نسب قريش ص ١٨ وابن سعد في الطبقات ١/ ٩٣.
[٩] كانت أجنادين- وهي بفتح الهمزة وسكون الجيم وفتح الدال وكسر النون- قرية في كورة فلسطين جرت فيها حرب عنيفة بين العرب والروم في آخر خلافة أبي بكر الصديق (سنة ١٣ هـ) وكان النصر فيها للعرب.
[١٠] ضرار بكسر الضاد المعجمة بعدها الراء المخففة.
[١١] المقوم بفتح الواو المشددة اسم وليس بلقب وكان يكنى أبا بكر- انظر أنساب الأشراف ١/ ٩٠، وفي تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٠٨ أن اسم المقوم عبد الكعبة وهو خطأ لأن عبد الكعبة ولد آخر لعبد المطلب مات ولم يعقب، وفي صبح الأعشى ١/ ٣٥٨ أن اسم المقوم الغيداق وهو خطأ أيضا- انظر نسب قريش ص ١٧ و١٨.
[١٢] الصتم بفتح الصاد المهملة وسكون التاء: الغليظ الشديد والتام المحكم، وفي طبقات ابن سعد ١/ ٩٤: الصنم- بالنون وهو خطأ.
[١٣] في الأصل: الدرواسا- بالواو، وفي طبقات ابن سعد ١/ ٩٤ وأنساب الأشراف ١/ ٩١ وتهذيب ابن عساكر ١/ ٢٩١: الراآسا، والصواب: الدرفاسا- بفتح الدال المهملة، والدرفاس الأسد العظيم الرقبة، ويعني به أحد ولد عبد المطلب لم يسمه في الأبيات.
1 / 35