Pilihan Dari Cerita Inggeris
مختارات من القصص الإنجليزي
Genre-genre
وكان الذين حولنا قد بدءوا ينصرفون، فنهضت ومدت إلي يدها في دعة ورقة ولكن عينها كانت فيها لمعة غريبة.
فقلت وأنا أهز يدها مودعا: «إني عائد إلى هناك، وسأتطلع إلى لقائك.»
فقالت: «سأخبرك إذا خاب أملي.»
ومضت عني، وعليها أمارات الاضطراب الخفيف، وفي يدها المروحة تتحرك.
2
عدت إلى أوروبا بعد هذه المقابلة ببضعة شهور، وانقضت ثلاث سنوات. وكنت مقيما في باريس، وفي أخريات أكتوبر/تشرين الأول رحلت عنها إلى «الهافر» لأقابل أختي وزوجها. وكانا قد كتبا إلي يقولان إنهما يوشك أن يصلا إليها. فلما بلغت الهافر وجدت أن الباخرة قد سبقتني إليها وأني تأخرت حوالي ساعتين؛ فانكفأت إلى الفندق الذي نزل فيه قريباي. وكانت أختي قد أوت إلى فراشها من الإعياء الذي سببه لها ركوب البحر، فقد عانت منه شر ما يصيب الإنسان. وكانت ترغب ألا يزعجها أحد من راحتها أو ينغصها عليها فلم أمكث معها إلا خمس دقائق. ومن أجل هذا اتفقنا على البقاء في الهافر إلى اليوم التالي. وكان زوجها من فرط قلقه عليها لا يريد أن يغادر غرفتها ولكنها أصرت أن يخرج معي ويتمشى لينفي عنه ما يشعر به راكب البحر، ويستعيد إحساسه بالوثاقة والاستقرار. وكنا في الخريف، وكان الصباح دافئا، منعشا، وأعجبتنا المناظر وسرتنا ونحن نجتاز الشوارع البهيجة الألوان الغاصة بالناس في هذا المرفأ الفرنسي القديم. وسرنا على أرصفة الميناء المشمسة العالية الضوضاء ثم دخلنا في شارع جميل واسع، بعضه تضيئه الشمس والبعض في الظل، وكان لقدمه، ولما عليه من الصبغة الريفية يبدو للناظر كأنه رسم بالألوان المائية، فهذه مساكن عالية كثيرة الطبقات مغبرة اللون، وسقوفها الحمراء الآجر على هيئة المثلث، وعلى نوافذها شبابيك خضراء وفوقها الزخرفة، وفي الشرفات الزهريات، وعلى العتبات النساء وقد لففن رءوسهن بمناديل بيضاء. وقد سرنا في الظل، وكنا نرى هذه المناظر على الجانب المشمس فكأنها صورة. وإذا بنسيبي يقف بغتة ويضغط ذراعي ويحدق! فنظرت إلى حيث ينظر، فرأيت أننا وقفنا على مسافة قصيرة من مقهى رصت أمامه المناضد والكراسي تحت طنف.
2
وكانت النوافذ مفتوحة، وعلى جانبي الباب شجيرات ست مرصوصة في مغارسها، وقد فرش الرصيف بالتبن النظيف. وكان المقهى صغيرا، عتيقا، ولكنه هادئ، ورأيت بداخله، في الظلام النسبي، امرأة حسناء سمينة على قبعتها شرائط قرمزية، ووراءها مرآة، وهي تبتسم لشخص متوار عن النظر. على أني لم ألاحظ هذا إلا فيما بعد. أما الذي رأيته أول الأمر فسيدة جالسة وحدها على منضدة من تلك المناضد الرخامية المبعثرة على الرصيف. وكان نسيبي قد وقف لينظر إليها، وكان أمامها شيء على المنضدة، ولكنها كانت مضطجعة، وساعداها مطويان على صدرها، وعينها إلى الناحية الأخرى من الشارع. ولم أر منها سوى لمحة جانبية ومع ذلك كبر في ظني أني رأيتها من قبل.
وقال نسيبي: «سيدة الباخرة!»
فسألته: «أكانت على الباخرة معكم؟»
Halaman tidak diketahui