وأقام المدفعيون الفرنسيون بواسطة الحبالة نظاما خاصا لإحكام التصويب ولإصابة الهدف المقصود بالضبط.
وانطلقت النار لكن القنبلة أخطأت الهدف. غير أنها أطلقت بقوة فائقة حتى أنها اجتازت ثلاثة أبواب وراحت تستقر في أعماق سور أحد المساكن المجاورة. وعلى إثر الانفجار مباشرة اندفعت الجيوش، لكن الباب لم تفتح، ومن القمة التي كانت محصنة أطلق المدافعون النيران فقتلوا ستة عشر رجلا، وانسحب المهاجمون تاركين مدفعهم وحصانا مجروحا.
من جهة باب القنطرة كان العدو قد أتى بأكياس التراب والسلاليم وصناديق البارود لتهديم الباب. واندفعت الجيوش إلى القنطرة ثم بدأت أشغالها، ولكنه في هذه اللحظة، أطلقت عليهم نيران مدفع كان معدا لهذا الغرض فقتل منهم اثني عشر رجلا. وأعيدت الكرة، ولكن الفرنسيين لم يتحملوا فانسحبوا تاركين وراءهم السلالم وصناديق البارود ومجموعة من الأشياء الأخرى.
أما أنا، فقد ظللت أرقب ما يجري صحبة أجنادي. وفي الصباح الباكر سمعت مزامير جيوش المنصورة وعلى اثرها بدأت جيوش الكدية تنسحب. فانطلقت وراءها،
1 / 52