أثرت الأتعاب والآلام في جسمي حتى أنني ما زلت أشكو الأوجاع في كامل نصفي الأيسر. ومع ذلك عرفت كيف أتحمل المشاق.
أصبحت العلامات تدل على أن الفرنسيين استنفذوا عتادهم، وفهمت أنهم صاروا يردون القيام بمحاولة يائسة للاستيلاء على المدينة. لقد كانوا، كما ذكرت، يقومون بهجوم مزدوج، يستهدف الأول باب القنطرة بينما وجه الثاني ضد الباب الجديد. فأما الهجوم الأول، فإنني لم أكترث له كثيرا لأن الوصول إلى باب القنطرة يتطلب اجتياز القنطرة وهي ضيقة وباستطاعة حراس هذا الجانب أن يتصدوا له بكل سهولة.
وأما فيما يخص الباب الجديد، فإن الأمر يختلف لأنه يقع في مفرق طرق الأجزاء الموحدة بين كدية عاتي والمدينة، وهو النقطة الحساسة التي يجب أن تهاجم منها قسنطينة، والمكان الوحيد الذي يمكن أن يتم منه الحصار.
كان الجو قد ازداد رداءة، وكنا نستعد لاستقبال اليوم السابع عندما بدأت جيوش الباب الجديد تتقدم وفي أثناء الليل نصبت مدفعا قريبا جدا من الباب، وكان الغرض هو توجيه قنابل تتلف قضيبا حديديا كان يمسكها.
1 / 51