ضحكت طويلا وأنا أستقل الفورد. وهتفت: فريكيكو .. لا تلمني. •••
أوصلت طلبة مرزوق بالسيارة إلى التربانون فدعاني للجلوس معه. مررنا في طريقنا إلى مجلسنا بسرحان البحيري وهو ينفرد بشخص آخر فتبادلنا التحية. سألني طلبة كيف أمضي وقتي، فأجبته بأنني أتجول بالسيارة وأفكر في المشروع الجديد. سألني: ألك خبرة في نشاط معين؟
أجبت بالنفي، فقال: لا تلق بنقودك في بئر. - ولكنني مصمم. - تزوج لتتعلم الحكمة!
فقلت وأنا أكظم غيظي متورما: إنني مصمم على العزوبة والمشروع.
أشار صوب سرحان البحيري وقال: ولد ذكي.
فسألته باهتمام: أعرفت عنه شيئا؟ - ثمة صديق قديم على صلة بالشركة، يصفونه هناك بأنه شاب ثوري، وفي هذا الكفاية. - أتظنه مخلصا؟ - نحن نعيش في غابة يتعارك وحوشها على أسلابنا.
داخلني ارتياح خفي فمضى يقول: ما تحت البدلة إلا مجنون بالترف.
فقلت بتسليم وأنا مطمئن إلى وحدتنا: ولكن ثمة إصلاحات لا يمكن إنكارها.
حرك شدقيه حركة غريبة وقال: قصد بها أناس لم يرتقوا بعد إلى درجة الوعي. وهم - مثلنا - تحت رحمة البدل.
ولما آن لي أن أرجع إلى البنسيون لحق بي سرحان في الخارج فأركبته معي في السيارة. كأنما خلق اللعين لكي يألف ويؤلف. ورغم ازدرائي له فإني أبقي عليه لعلي أنتفع به في وقت الحاجة. وقد لكزته بكوعي وأنا أقول ضاحكا: حلال عليك يا عم.
Halaman tidak diketahui