ثم أمضينا ساعة أخرى في ثرثرة حتى سألتني عما جاء بي إلى الإسكندرية. ولما حدثتها عن هدفي قالت: إنهم الآن يصفون أعمالهم ويذهبون.
فقلت لها وأنا أتثاءب: لن أنشئ شركة ولا مصنعا. - إذن فابحث عن خواجة مناسب لتحل محله. - فكرة لا بأس بها ولكن علي أن أدرس كل شيء.
وفي طريق العودة هطل المطر بشدة . رأيت طريقي بصعوبة رغم نشاط ماسحة المطر. وقلت لنفسي بغضب إن الوقت يتبدد سدى! •••
جميلة .. رغم رائحة المطبخ، جميلة. - قطعتان من السكر من فضلك.
دعوتها بذلك لإذابة السكر في الشاي، وللبقاء دقيقة. - كنت جافة معي يا زهرة. - كلا، ولكنك جاوزت الحدود. - أردت أن أعرب لك عن مشاعري.
فقالت بصراحة حادة: إني هنا للعمل وحده. - هذا أمر مفروغ منه. - الظاهر أنك لا تصدقه. - أخطأت فهمي يا زهرة! - إنك سيد طيب فكن طيبا معي.
وذهبت فطاردها صوتي قائلا: سأحبك إلى الأبد! •••
هلم معي إلى رحلة غريبة. يوم رهيب، زجر وتأنيب من أخي، تأنيب من عمي، المدرسة المدرسة، بنا إلى الطريق الزراعي، رحلة طويلة وغريبة، شمالا وجنوبا، ليلا ونهارا، عند كل بلدة نتزود بالطعام والشراب، لم أعد قاصرا. •••
إني رأيتكما معا.
في الطرقة أمام الحمام رأيتكما معا. إذن فهو ذلك السرحان. قرص خدك بحنان. لم يرتفع رأسك في غضب. وجهك الجميل ابتسم وشع منه نور أسمر. وتحركت ضفيرتك في دلال كالحال في حقول الذرة. سبقني الفلاح بأيام. لا ضير من ذلك البتة إذا روعيت العدالة في التوزيع. ولو يكون لي يوم وله يومان. •••
Halaman tidak diketahui