158

Minhajul Abidin

منهاج العابدين

Genre-genre

============================================================

وأما دفع المضار : فيريخه أولا من مؤنة الجزع ومقاساته في الدنيا ، ثم وزره وعقوبته في الآخرة.

وأما إن هو ضعف عن الصبر ، وسلك طريق الجزع.. فاته كل منفعة، ولحقه كل مضرة؛ إذ لا يصبر على مشقة الطاعة فلا يفعل الطاعة، ولا يصبر على حفظها فيحبطها، أو لا يصبر على المواظبة عليها فلا يصل إلى منزلة شريفة فيها من درجات الاستقامة، أو لا يصبر عن معصية فيقع فيها، أو عن فضول فيشتغل به، أو لا يصبر على مصيبة فيحرم ثواب الصبر ، وربما يكثر الجزع حتى يفوت العوض بسبب ذلك ، فتكون له مصيبتان : فوت الشيء ، والأخرى فوت ت اا ال ار ش اع عب ولا يرذ عليك الداهب المفقود 4! وإذا فاتك أحدهما. . فلا يفوتك الآخر: ومن الكلام الجامع : ما ذكر أن عليا رضي الله عنه عزى رجلا فقال : ( إن صبرت.. جرت عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعت.. جرث عليك المقادير وأنت مأزور)(1).

ثم أقول : وجملة الأمر : أن قطع القلب عن العلائق المألوفة ، وقطع النفس عن العادات الراسخة؛ بالتوكل المحض على الله عز وجل، وترك التدبير في الأمور، وتفويضها إلى الله عز وجل من غير علم بما هو السؤفيها ، وكبح النفس عن الشخط والجزع مع تسارع النفس إليه، وإكراهها على لجام الرضا وتجوع شرية الصبر مع نفرتها عن ذلك.. لأمر مر، وعلاج شديد ، وحمل ثقيل، وللكنه تدبير سديد، وطريق مستقيم، وله عاقبة محمودة، وأحوال سديدة مسعودة: وما تقول في الوالد المشفق الغني إذا منع ولده العزيز رطبة أو تفاحة يأكلها

Halaman 192