============================================================
بلائي، ولم يشكر نعمائي.. فليتخذ إلها سوائي "(1).
قيل : كأنه يقول : هذا لا يرضاني ربا حين يسخط، فليتخذ ربا آخر يرضاه، وهذا غايةآ الوعيد والتهديد لمن عقل، ولقد صدق بعض السلف إذ قيل له: ما العبودية والربوبية ؟ فقال : الرث يقضي، والعبد يرضى، فإذا قضى الرث، ولم يرض العبد.. فما هناك ربوبية ولا عبودية.
فتأمل هلذا الأصل، وانظر لنفسك لعلك تسلم بعون الله تعالى وتوفيقه .
وأما الصبر : فإنه دواء مؤ، وشربة كريهة، لإلا أنها] مباركة كريمة ، تجلب كل منفعة، وتدفع عنك كل مضرة، وإذا كان الدواء بهذه الصفة..
فالإنسان العاقل يكره النفس على شربه وتجرعه، ويغضي على مرارته وحدته، ويقول : مرارة ساعة، وراحة سنة: وأما المنافع التي يجلبها : فاعلم أن الصبر أربعة : صبر على الطاعة.
وصبرعن المعصية وصبر عن فضول الدنيا: وصبةعلى المحن والمصائب: فإذا احتمل مرارة الصبر ، وصبر في هذذه المواطن الأربعة.. تحصل له الطاعات ومنازلها من الاستقامة، وثوابها الجزيل في العاقبة، ثم لا يقع في المعاصي وبلياتها في الدنيا وتبعاتها في الآخرة، ثم لا يبتلى بطلب الدنيا وما لها من الشغل في الحال والتبعة في المآل ، ثم لا يحبط أجره على ما ابتلي به وذهب عنه، فحصل إذن بسبب الصبر الطاعة ومنازلها الشريفة وثوابها، والتقوى والزهذ والعوض والثواب الجزيل من الله تعالى ، وتفصيل ذلك أمر لا يعلمه الا الله عز وجل.
Halaman 191