سب إليه، كل ذلك من حذقه وخبرته بأمور تخفى على غيره.
ووكان بعد موت أبي العباس أحمد الغربي ترأس في الفتوى، وشاركه فيها من اغير ترأس جماعة منهم أبو العباس أحمد المدعو حميدة بن آبي زكرياء يحى بن باديس، كما سنذكر سيرته(1) - إن شاء الله -، وكان وقعت بينهما مؤاخاة(2) ومحالفة لم الم مقتضاها العام إلا ودواعي الواشين فرقت بينهم ومزقت إهاب اجتماعهم كل مزيق، فأضحوا شتى بعد أن كانوا على قلب واحد.
ادخل سلطة الجزائر: كل ذلك بحسب الأعراض الدنيوية والرياسة التي هي بلية وأعظم بلية، فعزل ابو عبد الله المذكور من خطة الفتيا بعد سجنه هنيهة ورفعت يده واستقل أبو العباس(2).
وحده، وكان بسبب ذلك موطن(2) عظيم بين يدي عسكر الجزائر وصاحب محلتها إذذاك، أفضى الأمر في الموطن إلى أن سجل على اكثر أهل البلدة ، أعني أهل امناصبها فتيا وشهادة : فلا مفتي إلا أبو العباس المذكور ولا شاهد إلا من انتخب في اذلك الموطن ممن شهد فيه/ جماعة من أهل البلدة، ويقال إن سببه أبو العباس 155.
المذكور مع بعض ممن له الرأي والمشورة إذ ذاك، والله أعلم بحقيقة الأمر وهو المطلع على خفيات الضمائر.
ام إن أبا عبد الله لم يزل باحثا على رده ورد أولاده، فيما يقال، وحريصا على اخذ الثأر من أبي العباس المذكور، والله أعلم بحقيقة الأمور . ورجعت المودة بينهما احناء والمحالفة بغضاء، ومع هذا ففي الحضور تحسبهم جميعا وهم بالغاية القصوى قلوبهم شتى وأهواؤهم متبددة، يود كل منهما وقوع منتهى الشرور بصاحبه.
امن أوصاف الحضر أيضا: اوليس هذا بدعا ممن هو من الجنس الذي يلقب حضريا، فقد جبلوا على اذ لك، كما أودعنا بعض صفاتهم تأليفنا (محدد السنان)، فيقال إن جماعة من رفعت (1) انظر ما يلي (2) في الأصل (مواخات) .
(3) يعني أحمد بن باديس.
(4) يعني اجتماعا وحادثا
Halaman tidak diketahui