اليده أسندوا ظهورهم إلى بعضهم بعضا موازا (1) لهم أبو عبد الله المذكور، ومغريا لهم اعلى ذلك فيما يذكر ويؤثر، إلى أن وشوا بأبي العباس حين دخولهم الجزائر وواجتماعهم بأميرها، وكتبوا سجلات ووصفوه بأمور لا يحل الوصف بها ولا الخوض فيها، إلى أن أزعجوه من البلدة قاصدا دار الإمارة(3)، وسيأتي - إن شاء الله - في 1 ترجمته بعض ذلك . وأغرمه الوالي (3) مالا أرهقه فيه وسجنه قليلا، وبعد / قدومه(4) اقاطع مع أبي عبد الله المذكور مدة وتشاحنا زمانا إلى أن وقع بينهما مهادنة وصلح اظاهر. والله متولي السرائر.
اوكان أبو عبد الله المذكور جادا في طريقة الإذاية والنكاية والإغراء بين المسلمين والغواية، وربما كان ذلك سبب ترأسه(2) واختيار العامة له ، فكانت تلك الطريقة له إعانة على ما يرومه من قبول الرأي وصرف وجوه عامة البلد إليه وجل اخاصتهم، وسببها الوشي المذكور وتطريزه لهم بالايمان الكاذبة والعهود الفاجرة فكانت سيرته أن يأتي كل قوم وكل شخص بما يحب من إذاية عدوه.
ل فيأتي الأول من الفريقين بإظهار محبته له ومودته ورسوخ مواصلته ويمزق من ارض عدوه المواجه له ما يقطع به ظهره ويخرجه عن دائرة المسلمين ويريه أن العدو المذكور يترصده بأمور يخفيها له ويدسها ويريه أن ذلك منه نصح (2)، ويأمره وأن من المكيدة له أن يفعل لذلك العدو كيت وكيت، ويريه أبوابا كامنة وغير ذلك من مداخل الشيطنة ما ينشرح به صدر المواجه له ويقطع بأن أبا عبد الله المذكور من أعالي أحبابه و نصحائه، فلا يزال به كذلك حتى ترسخ في قلب ذلك المواجه له فينصرف وقد رضي 16 منه أبلغ رضى / لفيأتيه(2) الخصم الآخر والقون الآخر فيباشه غاية المباشة، وربما عانقه وربما (1) كذا (موازأ لهم) ومعناها، فيما يظهر، حاثا لهم.
(2) أي أجبروا أحمد بن باديس على التوجه من قسنطينة إلى الجزائر للدفاع عن نفسه أمام الاتهام.
(3) أي والي قسنطينة.
(4) أي يعد رجوعه من الجزائر (5) في الأصل (تراوسه).
(6) في الأصل (نصحا).
(7) في الأصل (فيأته).
Halaman tidak diketahui