٧- مقدمة مناقب الترك وعامة جند الخلافة
وضع الجاحظ قسما من هذا الكتاب في خلافة المعتصم ووضع القسم الثاني في خلافة المتوكل. والقسم الاول وجهه الى المعتصم فلم يصل اليه لاسباب لم يفصح عنها الجاحظ. اما القسم الثاني فوجهه الى وزير المتوكل الفتح بن خاقان التركي الاصل والذي عرف بادبه وشاعريته، وذكرت له بعض الكتب مثل كتاب اخلاق الملوك، وكتاب الروضة والزهر وكتاب الصيد والجارح. وقد قتل مع المتوكل سنة ٢٤٧ هـ. ويصفه الجاحظ في مقدمة الرسالة بحسن اطاعته الخليفة، والدراية بالتدبير، والحرص من الوقوع في الهفوات التي يعاب بها.
والغرض الذي رمى اليه الجاحظ من الكتاب هو الألفة بين قلوب ابناء الشعوب التي تشكل الدولة العباسية. كانت تلك الدولة المترامية الاطراف تضم عدة شعوب مختلفة الاصل واللغة والاخلاق ولم يستطع الاسلام الذي اجتمعت عليه أن يصهرها صهرا كاملا في بوتقته، فظل كل شعب منها متعلقا بتراثه وماضيه ولغته وطباعه، ونشأت الخصومات بينهم على الصعيدين الفكري والعسكري.
واهم تلك الشعوب التي كونت الدولة العباسية العرب والفرس والاتراك والسودان اضف الى ذلك شعبين مولدين هما الموالي والأبناء. وكل من تلك
1 / 45