على ابي بكر لأن العامة والسفلة لم تهب عثمان كما هابت ابا بكر وعمر، ولم يستأثر ابو بكر وعمر بالفيء كما استأثر عثمان.
هذه حفنة من الآراء التي أدلى بها كل من العباسية والبكرية أو العثمانية حول أحقية الخلافة. ولم يصلنا من رسالة العباسية سوى بضع صفحات، ولكنها كافية لا عطائنا فكرة عن الرسالة كلها. إنها تدور حول موضوع واحد هو حق العباسيين في الخلافة دون سواهم، وان سياقها واحد هو الجدل وقرع الحجة بالحجة بين خصمين هما العباسيون من جهة وخصومهم العثمانية من جهة ثانية.
اما رسالة فضل هاشم على عبد شمس فمناظرة بين الهاشميين والامويين، كل منهم يفتخر بالرجال الذين انجبهم ويعد مآثرهم. فهاشم هو الجد المشترك للعلويين والعباسيين. وكان اسمه عمرا وهاشم لقب كريم لقب به لأنه كان يهشم الثريد لقومه في السنين العجاف.
وابنه عبد المطلب سيد الوادي واجمل الناس واجودهم، وصاحب الفيل وزمزم وساقي الحجيج، وقد ظهرت على يديه كرامات ككرامات الانبياء. فقد دعا الله ان ينصره على الاحباش الذين غزوا مكة فارسل الله عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل واستجاب الله لدعائه.
وانجبت هاشم محمدا لنبي المصطفى. والنبوة اعظم هبة واقدسها. ولا يضارعها شيء. كما انجبت عبد الله بن عباس وعليا ابن ابي طالب، والمنصور والرشيد والمأمون والمعتصم وغيرهم من الخلفاء العظام.
واذا افتخر بنو أمية بانه خرج منهم ملوك كبار امثال معاوية ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ويزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز. اجاب بنو هاشم بأن سني ملكهم اطول لأن دولة امية لم تعمر سوى اربع وتسعين سنة. وان اساس ملكهم امتن لأنهم بنوه على الميراث وحق العصبة والعمومة، وبناه الامويون على النسب القرشي.
1 / 40