ويلخص الجاحظ أسباب الخلافة التي نادى بها طلابها في عصره:
فالعلويون جعلوا الوصية والقرابة والسابقة سببا في الخلافة، والعباسيون جعلوا الوراثة سببا في الخلافة، والخوارج جعلوا السوابق والاعمال والجهاد سببا في الخلافة.
وفي جميع هذه الاحوال ليس للامويين فيها نصيب اذ ليس لهم قدم مذكور ولا يوم مشهور.
اضف الى ذلك أن ملوك بني امية اتوا من الشرور والآثام والظلم الشيء الكثير. لقد حاربوا عليا وسموا الحسن وقتلوا الحسين وحملوا النساء على الجمال حواسر وكشفوا عن عورة علي بن الحسين وضربوا علي بن عبد الله بن عباس بالسياط الخ. وهدموا الكعبة وحولوها وغيروا اوفات الصلاة.
وبسبب ما ارتكب بنو امية من مخاز وفجور دالت دولتهم بسرعة وانتزع العباسيون الملك من أيديهم بالبطش والحيلة.
اما المفاخر التي يعتز بها بنو هاشم فهي كثيرة العدد فان عدد اولاد علي بن عبد الله بن العباس يناهز عدد جميع ابناء امية وكذلك عدد ابناء الحسين بن علي إبن ابي طالب.
ويفخر بنو هاشم ايضا بالرأي السديد والعلم والفقه والتأويل والخطابة وقد نبغ منهم في ذلك كثيرون امثال عبد الله بن عباس وعلي بن ابي طالب.
ويفخرون بالفروسية والشجاعة وقد اطلعوا امثال حمزة بن عبد المطلب وعلي بن ابي طالب.
ويفخرون بالكرم والسماح وقد اشتهر منهم فيهما امثال عبد الله بن جعفر ابن ابي طالب، وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
ولم يكتف الجاحظ بايراد مفاخر الهاشميين بل اورد ايضا مفاخر الامويين المقابلة؛ لقد افتخر هؤلاء بانهم انجبوا نوادر الرجال في العقل والدهاء امثال
1 / 41