حدَّثنا أبو العباس، حدثني عبد الله بن شبيب أبو سعيد، عن زبير قال: حدَّثني أبو غزية، وعبد الجبار بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه زيد بن ثابت، أن حسان بن ثابتٍ قال في مقتل المنذر بن عمرو يرثيه:
صلى الإله على ابن عمرو إنَّه ... صدق الإله وصدق ذلك أوفقُ
قالوا له أمران فاختر منهما ... فاختار في الرأي الذي هو أرفقُ
قال زبير: قال أبو غزية: لحسان بن ثابت مواضع: هو شاعر الأنصار، وشاعر اليمن، وشاعر أهل القرى وأفضل ذلك كله هو أنه شاعر رسول الله ﷺ غير مدافع.
وحدثنا أبو العباس، ثنا أبو شبيب، حدثني محمد بن فضالة، عن خلاد بن إبراهيم بن محمد بن قيس بن شماس، قال: توفي حسان في آخر ولاية معاوية.
وحدثنا أبو العباس ثنا عبد الله، عن زبير قال: وحدثني مصعب بن عبد عن عبد الله بن محمد قال: إنما قل عدد الأوس في بدر وأحد وكثر منهم فيها الخزرج لتخلف أوس الله عن الإسلام.
وحدثنا أبو العباس ثنا ابن شبيب، حدثني سليمان بن سالم الأنصاري قال: تخلف إسلام أوس الله، فجاءت الخزرج إلى رسول الله صلى الله ﷺ فقالوا: يا رسول الله، ائذن لنا في أصحابنا هؤلاء الذين تخلفوا عن الإسلام. فقالت الأوس لأوس الله: إن الخزرج تريد أن تثئر منكم يوم بعاث، قد استأذنوا فيكم رسول ﷺ فأسلموا قبل أن يأذن لهم فيكم، فأسلموا. وكان يقال لهم أوس اللات، وهم اليوم في الديوان أوس الله، وهم أمية، وخطمة ووائل، وواقف.
وأنشأ الزبير يقول:
ليت شعري ولليالي صروف ... هل أرى مرة بقيع الزبير
ذاك مغنى ألذه وقطين ... تفرح النفس أتراهم بخير
وقال بعض أصحابنا: استعدي تميم بن مقبل عمر بن الخطاب على النجاشي، فقال: يا أمير المؤمنين هجاني فأعدني عليه. قال: يانجاشي ما قلت؟ قال: يا أمير الؤمنين، قلت مالا أرى أن على فيه إثمًا، قلت:
قبيلة لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل
فقال عمر: ليتني من هؤلاء. قال:
ولا يردون الماء إلا عشية ... إذا صدر الوراد عن كل منهل
قال عمر: وما على هؤلاء متى وردوا؟ قال: هل غير هذا؟ قال:
وما سمى العجلان إلا لقولهم ... خذ القعب فاحلب أيها العبد فاعجل
قال عمر: خير القوم أنفعهم لأهله. قال تميم: سله عن قوله:
إذا الله عادى أهل لؤمٍ وذلةٍ ... فعادى بنى العجلان رهط ابن مقبل
أولئك أولاد اللئيم وأسرة ال ... لئيم ورهط العاجز المتذلل
تعاف الكلاب الضاريات لحومهم ... وتأكل من كعب بن عوفٍ ونهشل
فقال عمر. أما هذا فلا أعذرك عليه، فحبسه وضربه.
ويقال تمشر الشجر، إذا أورق. وتمشر الرجل، إذا لبس الثياب.
وأنشد:
لها أذنٌ حشرةٌ مشرةٌ ... كإعليطٍ مرخٍ إذا ما صفر
أي مكتسية من اللحم لا شعر عليها. صفر: تفرغ من حبه. وإعليط مرخٍ: نبتٌ.
إذا قال نحن بني، ومعشر، ورهط، قال الفراء: هو مثل " جميعًا "، وقال البصريون بفعلٍ مضمرٍ.
وقال أبو العباس: تمثل أبو جعفر عند قتل بن عبد الله بن الحسن أبياتًا للحارث بن وعلة:
دعوت أبا أروى إلى السلم كي يرى ... برأي أصيل أو يؤول إلى حكم
ومولى دعاه البغي، والحين كاسمه ... وللحين أسبابٌ تصدُّ عن الحزم
أتاني يشبُّ الحرب بيني وبينه ... فقلت له لا، بل هلّم إلى السلم
وإياك والحرب التي لا يديمها ... صحيح وقد تعدى الصحاح على السقم
ولكنها تسري إذا نام أهلها ... وتأتي على ماليس يخطر في الوهم
فإن ظفر القوم الذي أنت فيهم ... فآبوا بفضلٍ من سناءٍ ومن غنم
فلا بد من قتلي فعلك منهم ... وإلا فجرحٌ لا يحن عن العظم
وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي " لايحن ".
فلما رم شخصي رميت سواده ... ولا بد أن يرمي سواد الذي يرمي
فلما أتى أرسلت فضلة ثوبه ... إليه فلم يرجع بحلم ولا عزم
1 / 73