قال: فتجلى عن الرشيد، وقال: يا مسرور، أعطه سلفًا على بيت مال السرور ألف الدينار. قال: فأخذت بالبيتين ألفي دينار، وما كان البيتان يسويان عندي درهمين.
وأنشدنا أبو العباس قال: أنشدنا عمر لأبن مناذر يهجو " محمد بن " عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي:
إذا أنت تعلقت ... بحبل من أبي الصلت
تعلقت بحبل وا ... هن القوة منبت
وما يبقى لكم يا قو ... م من أثلتكم نحتى
وقال الشيخ ما سرجو ... يه داء المرء من تحت
فخذ من سلح كيسان ... ومن أظفار سبخت
قال سبخت: لقب لأبي عبيدة.
وأنشد:
جاءت على غرس طبيبٍ ماهر ... عشرين عشرين بذرعٍ وافر
قال: يريد النخل، جاءت على قدر ما غرسها طبيب ماهر. يقول هو حاذق بها بصير. ويقول: جعل بين كل اثنين عشرين ذراعًا.
فهن يروين بطمٍ قاصر ... في ربب الطين بماءٍ حائر
أي تشرب بعروقها، أي قد تحير الماء في أصولها. والربب: ما رببه الطين أي رباه فيه.
لا مفرقٍ ولا بعيدٍ غائر ... ترى لها بعد إبار الآبر
أي ليس هو ماء يغرقها، ولا هو بغائرٍ بعيدٍ عنها. والآبر: المصلح.
وأثر المخلب ذي المآشر ... مآزرًا تطوي على مآزر
المخلب: المنجل. والمآزر يعني الليف بعضه على بعض.
شقرًا وحمرًا كبرود التاجر.
يعني الحمل.
قال أبو العباس: ويقال طواه، آي أتاه وجازه، وهو من الأضداد الشائل المحمل. وقال " بعض " العرب: الشائلان إنيه. أي المحملان وإنيه في آخر الحروف. وأنشد:
من شائل يرجح بانحدار ... فضفضه لما بني النجار
وتقول أيضًا الدموة والدم إنيه.
قال: قال: لم أسمع باستفهامين قط.
وأنشد:
فدقت وجلست واسبكرت وأكملت ... فلو جن إنسان من الحسن جنت
دقت: دق خصرها. وجلت: عظمت عجيزتها. اسبكرت: حسن قوامها. وأكملت: تمت محاسنها. ويقال إن الحسان تتبعهم الشياطين.
أحسن ما يكون زيدٌ قائمٌ، لم يجزه. ناحيةً من الدار زيد، وناحيةٌ من الدار، كلاهما جائز. قال إذا كان نكرة غلب عليه الاسم.
كتكت الرجل، وهو دون الضحك، مثل الحنين والخنين، الحنين من الحلق، والخنين من الأنف.
ويقال عركت المرأة، ودرست، وطمثت، وطمثتها أنا. وأصل الطمث الحيض، ثم جعل النكاح.
وقال أبو العباس: قال سيبويه: أحتبى ابن جوبة في اللحن في قوله " هن أطهر لكم "؛ لأنه يذهب إلى أنه حال قال: والحال في لا يدخل عليه العماد. وذهب أهل الكوفة، الكسائي والفراء، إلى أن العماد لا يدخل مع هذا لأنه تقريب، وهم يسمون هذا زيد القائم، تقريبًا أي قرب الفعل به وحكى: كيف أخاف الظلم وهذا الخليفة قادمًا، أي الخليفة قادم. فكلما رأيت " هذا " يدخل ويخرج والمعنى واحد، فهو تقريب. من كان من الناس مرزوقًا فهذا الصياد محرومًا، والصياد محرومٌ بإسقاط هذا بمعنى. فقد دخلت لتقرب الفعل مثل كاد. والتقريب على هذا كله. " ف " كان " جواب لتقريب الفعل، والعماد جواب للمعهود " وكان " مخالف ل " هذا "، فلم يجتمع هو وهو. وقال: هذا توكيد لهذا، وهذا توكيد لهذا.
وقال أبو العباس في قوله ﷿ " وزادكم في الخلق بسطة " قال: جسمًا على جسم، وكل زيادة في شيء بسطة.
وأملى علينا أبو العباس. وعد يعد، ووزن يزن، كان يوزن ويوعد، فلم يجتمع الواو مع الكسرة والياء، ثم بنوا الفعل على هذا، فقالوا يزن.
ووجل يوجل، ثبت الواو لأن بعدها فتحة، فلم يجتمع ما يستنقل.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: " وهذا بعلي شيخًا " و: " شيخ " إذا كان مدحًا أو ذمًا أستأنفوه.
قال: وفتحت مستقبلات وضع يضع، ووهب يهب وأشباهها، لأنها من حروف الحلق: وأنشد لرؤبة:
ولا تكوني يا أبنة الأشم ... ورقاء دمي ذئبها المدمى
قال: الذئب إذا رأى دمًا بصاحبه وثب عليه. فقال: لا تكوني أنت مثل ذلك الذئب إذا أصابني غم وحزن زدتيني ووثبت على مثله.
ويقال رفقة ورفقة. الصَّعر: الميل. جزرة وجزر: التي تذبح.
1 / 72