110

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Penyiasat

ياسين محمد السواس

Penerbit

دار ابن كثير

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

1420 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tasawuf
طيبةٌ، أسمَعُ فيها أصواتَ الملائكةِ. وفي رواية، قال: أبكي على دارٍ لو رأيتَها لزَهقَتْ نفسُكَ شوقًا إليها. ورُوي أنه قال لولده: كُنا نَسْلًا مِن نَسْلِ السَّماءِ، خُلِقْنا كخلقِهم، وغُذِّينا بغذائهم، فسبَانا عدوُّنا إبليسُ؛ فليس لنا فرحٌ ولا راحة إلا الهَمُّ والعَنَاءُ حتى نُرَدَّ إلى الدَّارِ التي أُخْرِجْنَا منها. فحيَّ على جَنَّاتِ عَدْنٍ فإنَّها … منازِلُكَ الأولى وفيها المُخَيم ولكِننا سَبْيُ العَدُوِّ فهلْ تُرى … نَعُودُ إلى أوطانِنا ونُسَلِمُ لمَّا التقى آدمُ وموسى ﵉ عاتَبَه (^١) موسى على إخراجه نفسَهُ وذريّتَه من الجنة، فاحتجَّ آدمُ بالقدَرِ السابِقِ (^٢). والاحتجاج بالقَدرِ على المصائب حَسَن، كما قال النبي ﷺ: "إنْ أصابَكَ شيء فلا تَقُلْ لو أني فعلْتُ كذا كان كذا (^٣)، ولكن قُلْ قَدَّرَ الله وما شاءَ فَعَلَ" (^٤)، [كما قيل] (^٥): واللهِ لولا سابِقُ الأقدارِ … لم تبعُدْ قَط دارُكُمْ عن دارِي مِن قَبْل النأي جرية المقدار (^٦) … هل يمحو العبدُ ما قَضَاهُ البارِي لمَّا ظهرَتْ فضائلُ آدمَ ﵇ على الخلائق بسجود الملائكة له، وبتعليمه أسماء كل شيءٍ وإخبارِه الملائكةَ بها، وهم يَستمِعُون له كاستماع المتعلّم من معلِّمِه،

(^١) في ب، ط: "عاتب موسى آدم على إخراجه". (^٢) روى البخاري، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: "حاج موسى آم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى! أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه؟ أتلومني على أمر كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني، أو قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله ﷺ: فحجَّ آدم موسى". (^٣) قوله: "كان كذا" زيادة من (ط)، وفي صحيح مسلم: "لو أني فعلت كان كذا وكذا". (^٤) قطعة من حديث أخرجه مسلم (٢٦٦٤) (٣٤) في القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز، من حديث أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: "المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف؛ وفي كل خير. احْرصْ على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجزْ، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلْتُ كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فَعَل، فإنَّ "لو" تفتح عمل الشيطان". (^٥) زيادة من آ، ع. (^٦) في آ: "جراية الأقدار"، وفي ع: "جرية الأقدار"، والمثبت من ب، ط.

1 / 117