109

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Penyiasat

ياسين محمد السواس

Penerbit

دار ابن كثير

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

1420 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tasawuf
إلا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نفسِي واعْتَرَفْتُ بذَنْبِي فاغْفرْ لي إنَّه لا يغفرُ الذنُوبَ إلا أَنْتَ" (^١). وفي الدُّعاء الذي علَّمه النبيُّ ﷺ للصدِّيق أنْ يقولَه في صلاته: "اللهمَّ إني ظَلَمْتُ نَفْسِي ظلمًا كثيرًا ولا يغفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْتَ؛ فاغفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِن عندِكَ، وارْحَمْنِي، إنكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ" (^٢). وفي حديث شداد بن أوس، عن النبي ﷺ: "سيِّدُ الاستغفارِ أَنْ يقولَ العَبْدُ: اللهمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا على عهدِك ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ، أَبوءُ بنعمَتكَ عليَّ، وأبوءُ بذنبِي، فاغْفِرْ لي، إنه لا يغفِرُ الذُّنُوبَ إلا أنْتَ" (^٣). الاعترافُ يمحو الاقترافَ، كما قيل: فإنَّ اعْتِرَافَ المرءِ يَمْحُو اقتِرَافَهُ … كما أن إنْكارَ الذُّنُوب ذُنُوبُ لمّا أُهْبطَ (^٤) آدمُ من الجنةِ بكَى على تلك المعاهد - فيما يُرْوَى - ثلاثمائة عام، وحُقَّ لهَ ذلك. كان في دَارٍ لا يجوعُ فيها ولا يَعْرَى، ولا يَظمأ فيها ولا يَضْحَى (^٥)، فلمَّا نزَلَ إلى الأرضِ أصابَهُ ذلك كلُّه، فكان إذا رأى جبريلَ ﵇ يتذكَّرُ برؤيته تلك المعاهِدَ، فيشتدُّ بكاؤه حتى يبكيَ جبريلُ ﵇ لبكائِه، ويقولُ له: ما هذا البكاءُ يا آدمُ؟ فيقولُ: وكيفَ لا أبكي وقد أُخْرِجْتُ من دارِ النعمةِ إلى دار البؤسِ. فقال له بعضُ ولدِهِ: لقد آذيْتَ أهلَ الأرضِ ببكائكَ، فقال: إنما أبكي على أصواتِ الملائكةِ حولَ العرش. وفي رواية، قال: إنما أبكي على جِوار ربِّي في دارٍ تربتُها

(^١) جزء من دعاء الاستفتاح، أخرجه مسلم رقم (٧٧١) (٢٠١) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه؛ والترمذي رقم (٣٤١٧) و(٣٤١٨) و(٣٤١٩) في الدعوات، باب دعاء في أول الصلاة؛ وأبو داود رقم (٧٦٠) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء. (^٢) أخرجه البخاري ٢/ ٣١٧ في الأذان، باب الدعاء قبل السلام، ومسلم (٢٧٠٥) (٤٨) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر. (^٣) أخرجه البخاري ١١/ ٩٧ في الدعوات، باب أفضل الاستغفار، و١١/ ١٣٠ باب ما يقول إذا أصبح؛ والترمذي رقم (٣٣٩٠) في الدعوات، باب رقم (١٥)؛ والنسائي ٨/ ٢٧٩ في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر ما صنع. (^٤) في ش، ع: "هبط". (^٥) من قوله تعالى في سورة طه الآية ١١٨ و١١٩: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾. لا تضحى: أي لا يصيبك حرُّ الشمس.

1 / 116