============================================================
المقالة الثانية بالقول الموجز الاحاطة بالوسائط والترقي (1 بها الى اللطائف بتأيد الله عز وجل بالعلم الاجتهاد فرزق صواب القول والفعل والقبول بتوفيق الله والهامه ، لا بالتغلب والتسلط ، فهذه كيفية ارسال الرسل.
الفصل الرابع من المقالة الثانية : * في عل يكون بين الرسول والمرسل واسطة ام لا؟" لو لم تكن رسل تستحق لقبول رسالة، لم تكن مؤداة الى الخلق من الرسل ، ولو لم تكبن الخلفة جارية من حد البسيط الى حد المركب لم تكن تتأثر الرسالة في نفس الرسول . فإذأ ظهور الرسالة تابع لظهور الرسول، وظهور الرسول تابع لكمال الخلقة، ثم لم توجد الخلقة ظاهرة الا بمتوسطات روحانية او جسمانية ، كذلك الرسول لا يظهر الا بمتوسطات روحانية او جسمانية ، والمثل في ذلك ان الخلق الاول وهو السابق الذي لم يسبق خلقه انما ظهر بواسطة الامر ، والخلق الثاني ظهر بواسطة الخلق الاول ، واللخلق الثالث ظهر ابواسطة الخلقين الاول والثاني، والخلق الرابع ظهر بواسطة الخلق الاول والثاني والثالث وكذلك التراكيب ظهرت بواسطة الخلقين والصورتين والتراكيب . وجب من هذه الجهة ان يكون الحكم الذي بها تتم الخلقة من البده الى النهاية انما هي وسائط بين المرسل الرسول . وشرف الرسول على الرسول انما هو من اجل شرف الواسطة التي تقع بينه وبين السل ، ولو لم يكن واسطة بين الرسل والمرسل كانت الرسل بمنزلة واحدة ليس أحدهم على الآخر فضل (2 ، كما ان المواليد لو لم تكن بينها وبين خلقتها الجسمانية سائط نفسانية لم تكن بينها تفاضل ، فلما وجدت الوسائط بينها وبين النفس كثيرة كان شرف كل نوع منها على مقدار شرف واسطته، كالنبات انما صار له الفضل على المعادن من اجل واسطته وهو الما والحيوان واستفضل على النبات من اجل واسطته وهو الحس ، والانسان استفضل على الحيوان من اجل واسطته وهو النطق . والرسل استفضلوا على الناس من اجل واسطتهم وهو القدس ، وكذلك قل : ان فضل كل رسول على الآخر كفضل حرفه الذي كان ينظر اليه على الحروف الاخرى، وهو الواسطة التي بينه وبين المرسل ، فلما ثبت ان فوق الجسمانيين
(1) مفطته في نستة س.
(2) وردت في تسخة س فضيلة .
Halaman 81