============================================================
المقالة الثانية من يكون ، كون شخصه في وقت حركة التكوين ، لا في وقت حركات كون ا من الله سوى ما رسمه لنا صاحب الدور من المنافع الظاهرة فيها من تطهير البدن عن ادران الحواس ، عند استعمال الطهارة ، وما في الصلاة من الخشوع والابتهال، وما في الزكاة من المواساة على الضعفاء والمحتاجين ، وما في كل عمل ، وفي كل 1 جزء من عمل شرعي فيه من المنافع التي يطول شرحها ، اذا اخذنا في وصفها .
ولو تركنا ما نهواه ، لكان كل واحد منا يختار لنفسه شريعة وناموسا ، على مقدار فهمه وفطنته ، ثم لا يستلذ باستعماله شكا في رأيه ، وتوهما لعل الحق فيما عليه غيره، فإذا قام قائم في بعض الآدوار ، فجمع الناس تحت شريعة واحدة ، ورسم واحد، لم يأم الحدة عن استعاله ، ولا يشك فيما تقلده ، فيكون من ذلك دوام الصلاح هم في المعيشة .
فلهذه العلة اختار الله بعض عباده للرسالة . واما علته من نفس الرسول الديد قال مقي يا حت بتعر فى قالةه من الاعدال للعر ان الميد ب يحقل في دوره من الاعتدال في اشخاص المصدقين له ، الى اعتداله الموجود فيه ، كان جميع ذلك كالجزء من الكل ، والدليل على ذلك سكون الجاهل والعالم على
احد غير اصحاب النواميس ، من له كلام يسكن اليه العالم والجاهل ، فان العالم لما كان قوله بالكلام ، وهو امر الله اذ قوامه في اخراج المواليد على الحي المتكلم وهو قصاراه لان غاية تمام المعلول ان يتشبه بالعلة من بعض الوجوه ، فلم يتهيأ للعالم ان يثبته بعلته وبذاته ليتكلم ، فأخرج المواليد مرتبة بعضها تحت بعض ، الى 1 ان بلغ الى الانسان المتكلم ، فصار من آتحد بالكلام الاول من بين الناس من جهة الأصلين رسولا مختارا ، قد اختاره الله من بين عباده لينذر الناس بما صور الروح ا تعه سمن م ه صي دراته ملم اد شز الامين في قلبه ، بلسان القوم ، ويبقى ذلك الكلام بين اهل العالم زمانا طويلا ، سببا لاستقامة اركان العالم ، واجرامه ، واحواله ، وليس الاختيار في ذلك الى الناس .
كما قال جل جلاله : { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم
Halaman 77