============================================================
كتاب اثبات النبومات اجل ان العاجز عن قبول تلك الآثار بقلبه ، لا يعجز عن قبول ذلك يسمعه، عند عبارة الرسول ، فصار هذا الرسول مختارا ، اختاره الله جل جلاله ليعبر عما صور الروح الامين في قلبه من علوم الملكوت ، بلسان القوم المختلفين عن قبوله، فيجري ذلك في مسامعهم ، فيكون من ذلك بسط العدل، ووضع كل شيء موضعه وهو تمام الحكمة ، وأصل العدل .
أيضا ، فان اختيار الله جل ذكره بعض عباده للرسالة ، مع وجود الرسول الاول في غرائزهم الذي هو العقل ، انما هو من اجل ان الموهومات عند اكثر الناس انما تصح من اجل اقترانها بالمحسوسات ، فإذا قام قائم في بعض السنين ، فاثبت الناس بما هو ثابت في غرائزهم ، فيرتفع الشك والريب11 عن قلوبهم ، والمثل في ذلك انا لو توهمنا ان النار متى تسربت الى الحطب ، واحرقته لم يفسد اخباره ايانا وهمنا فيه ، بل زاد في صحته وثباته .
والآن : ندخل في وضع علل طبيعية هذا الموضوع ، فنقول : ان ظهور المواليد في العالم الطبيعي من جهة حركات الاجرام العلوية ، وكل نوع منها تكوينه من اجل النوع الذي يتلوه في الفضل والشرف ، الى ان يبلغ الى الاسان ، فيكون تكوينه من اجل نفسه لا من اجل شيء سواه ، وإذا بلغ الى الانسان لم يجاوزه نوع في الشرف ، كانت السياسة الناموسية فوقه بالفضل والشرف ولا خلاف ان العقل كون الاشخاص السفلية بحركتين : احداهما حركة العقل من جهة حركات الاجرام العلوية ، لكون الخلقة البدنية ، والاخرى لكون السياسة الناموسية ، اذ ان وضع السياسات ايضا في هذا النوع من جهة حركاتها ، الا ان السياسة في شخص الانسان توجد في وقت دون وقت ، والخلقة البدنية(" في كل الاوقات موجودة ، فيجب من هذا ان تكون الحركات الي يتكون منها كون الاشخاص في الاجرام العلوية موجودة في كل وقت ، والحركات الي تتكون منها كيفية وضع السياسات ، انما تقع في: بعض الاوقات دون بعض ، فإذا حدث كون شخص معتدل في وقت تتهيا فيه جميع الحركات الموجبة للسياسيات ، كان ذلك الشخص يقبل الحركتين جميعا ، حركة الكون ، وحركة السياسات ، فيصير رسولا مبلغا الى (1) سقطت في نسخة س .
(2) في نسخة س وردت البدائية.
Halaman 76